لمواجهة "أزمة إنسانية واقتصادية هائلة" نجمت عن الهجوم الروسي المتواصل منذ أسبوعين، وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي، على تقديم مساعدة مالية طارئة لأوكرانيا بقيمة 1.4 مليار دولار.
وأكدت المديرة العامة للصندوق كريستالينا غورغييفا، يوم أمس الأربعاء، أنّ هذه المساعدة الفورية ستؤمّن لكييف "دعماً ماليًا حاسمًا"؛ من شأنه أن يمكّنها من تلبية الاحتياجات العاجلة لميزان المدفوعات الناتجة عن تداعيات الحرب.
ودخل الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ 15، وسط تواصل عمليات فرار الأوكرانيين من المدن التي تشهد تصعيدًا عسكريًا روسيًا، ولا سيما من العاصمة كييف التي أعلن رئيس بلديتها فيتالي كليتشكو، اليوم الخميس، أن نصف سكانها فروا منذ بدء الهجوم الروسي.
وعند بداية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا كان هناك نحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة يسكنون العاصمة كييف.
كما عبر مليونان وثلاثمئة ألف شخص الحدود، إلى دول أوروبية مجاورة، وكان النصيب الأكبر نحو بولندا التي قدمت مقترحًا إلى واشنطن بوضع طائرات أميركية تحت تصرفها لدعم الجيش الأوكراني، إلا أن إدارة بايدن رفضت المقترح خشية "تصعيد الصراع".
"محفّز للشركاء"
وبحسب غورغييفا، فإن الصندوق يأمل أن تعمل هذه المساعدة المالية الضخمة، "كمحفّز" لشركاء ماليين آخرين، محذّرة من أنّ اقتصاد أوكرانيا سيشهد هذه السنة "ركودًا عميقًا".
وقبل الهجوم الروسي الذي بدأ فجر فبراير/ شباط الماضي، كان صندوق النقد يتوقّع أن يسجّل الاقتصاد الأوكراني في 2022 نموًا بنسبة 3.6%.
وأوكرانيا، إحدى أفقر دول أوروبا، كانت قبل الهجوم الروسي عليها، تستفيد من برنامج مساعدات من صندوق النقد الدولي.
وكان يفترض بكييف أن تحصل بموجب هذا البرنامج على 2.2 مليار دولار بحلول نهاية يونيو/حزيران القادم، لكنّ الصندوق ألغى هذا البرنامج بطلب من الحكومة الأوكرانية.
وشدّدت غورغييفا، على أنّ المسؤولين الأوكرانيين، أعربوا عن رغبتهم بالعمل مع صندوق النقد الدولي لتصميم برنامج اقتصادي مناسب يهدف إلى التعافي والنمو، عندما تسمح الظروف بذلك.
وحذّرت المديرة العامة للصندوق من أنّ "الخسائر المأساوية في الأرواح" والتدفّق الهائل للاجئين والدمار الهائل للبنية التحتية والقدرة الإنتاجية تتسبّب في معاناة إنسانية شديدة وستؤدّي إلى ركود عميق هذا العام.
استجابة رائعة
لكنّ غورغييفا أشادت بأداء حكومة كييف منذ بدأ الهجوم، معتبرة أنّ "الاستجابة السياسية الطارئة للسلطات الأوكرانية كانت رائعة".
وذكّرت المديرة العامة للصندوق بأنّ أوكرانيا "وفت بكلّ التزامات ديونها" ووضعت قيودًا على الرساميل "للحفاظ على توافر احتياطيات النقد الأجنبي وتقليل حالة عدم اليقين فيما يخصّ سعر الصرف".
كما نوّهت غورغييفا بالإجراءات الاستثنائية التي اتّخذها المصرف المركزي الأوكراني منذ بدأت العملية العسكرية الروسية على هذا البلد الطامح للانضمام للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، إلا أن روسيا تنظر إليه كجمهورية سوفييتية سابقة يجب أن تعود إلى فضائه، وهذا ما ترفضه كييف.
لا وقف لإطلاق النار
وفي وقت سابق اليوم، طالب كل من المستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال اتصال هاتفي مشترك بينهما مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا، بحسب ما أعلن مسؤول حكومي، اليوم الخميس.
وتزامن ذلك، مع خروج كل من وزيري الخارجية الأوكراني والروسي، من اجتماع عقد بينهما اليوم الخميس، برعاية تركية، في مدينة أنطاليا، دون إعلان عن تحقيق نتائج، حيث كانت أنقرة تأمل أن يتوصلا لشيء في مسار وقف الحرب.