Skip to main content

لمواجهة بيونغيانغ.. كوريا الجنوبية تشدد على أهمية شراكتها مع اليابان

الثلاثاء 15 أغسطس 2023

أكد الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، أن اليابان "شريكة" تجمعها ببلاده قيم ومصالح مشتركة، في وقت تأمل فيه سول تعزيز العلاقات مع طوكيو لمواجهة التهديدات النووية لكوريا الشمالية.

ووصلت العلاقات بين الشمال والجنوب مستوى من التوتر هو الأسوأ منذ عقود، في ظل تعثر الدبلوماسية ودعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى تعزيز إنتاج الصواريخ والأسلحة بما فيها تلك النووية التكتيكية، ومضي بلاده في إجراء الاختبارات الصاروخية.

وفي رد على التهديدات المتصاعدة من الشمال، عمل يون على تعزيز علاقات كوريا الجنوبية بحليفتها الولايات المتحدة، مع السعي إلى طيّ صفحة الماضي الأليم مع اليابان.

ومن المقرر أن تعقد الدول الثلاث اجتماع قمة في الولايات المتحدة الجمعة، يتوقع أن يشهد الإعلان عن خطط لتعزيز التعاون العسكري.

"محطة مهمة في التعاون الثلاثي"

وقال يون إن القمة "ستحدد محطة هامة جديدة في التعاون الثلاثي وتسهم في السلام والازدهار في شبه الجزيرة الكورية ومنطقة الهندي والهادئ".

وتباينت المواقف على مدى عقود بين حليفتي واشنطن، سول وطوكيو، على خلفية قضايا تاريخية مرتبطة باحتلال اليابان لشبه الجزيرة الكورية بين العامين 1910 و1945، ورواسب معقدة مثل العبودية الجنسية والعمل القسري.

وعلى الرغم من ذلك، اختار يون إحياء ذكرى تحرير بلاده من اليابان لتوجيه رسالة تعكس نموّ العلاقة مع المستعمر السابق.

وقال خلال احتفال بالمناسبة إن البلدين هما "حاليًا شريكان يتشاركان القيم العالمية وتربطهما مصالح مشتركة".

وشدد على ضرورة أن تتبادل طوكيو وسول وواشنطن "المعطيات بشأن الأسلحة والصواريخ النووية الكورية الجنوبية بشكل آني"، مشيرًا إلى "أن القواعد الخلفية السبع التي وفّرتها حكومة اليابان لقوة الأمم المتحدة (المتعددة الجنسية بقيادة الولايات المتحدة) تشكل أهم ردع" لاجتياح شمالي محتمل.

وفي يونيو/ حزيران أعلن الحلفاء الثلاثة أنهم يأملون في أن يطلقوا قبل نهاية عام 2023 نظامًا يتيح تشارك الإنذار بشأن الخطر الصاروخي في وقت فوري.

و"يوم التحرير" في 15 أغسطس/ آب هو الإجازة الرسمية الوحيدة المشتركة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية، وفق معهد كوريا للتوحيد الوطني.

وطرح يون على بيونغيانغ خلال إحياء الذكرى في العام الماضي خطة مساعدة "جريئة" تتضمن تقديم الغذاء ومصادر الطاقة والمساعدة في إنشاء البنى التحتية، لقاء تخليها عن برنامجيها النووي والتسليحي. وقابلت بيونغيانغ الطرح بالاستهزاء.

"تعاون روسي مع كوريا الشمالية"

وشنّت كيم يو-جونغ شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، هجومًا شرسًا على الرئيس الكوري الجنوبي، معتبرة عرضه "ذروة السخافة".

وقالت العام الماضي إنّه "عندما تكتشف أنّ خطة مقايضة تعاون اقتصادي بشرفنا، بأسلحتنا النووية، هي الحلم الكبير ليون وأمله وخطته، تدرك عندها أنّه بسيط فعلًا بل طفولي".

ومع ذلك، أعاد يون الثلاثاء تأكيد استعداد بلاده للمضي في "تطبيق" الخطة والاستمرار في محاولة إقناع الشمال باستئناف الحوار.

وأتى ذلك غداة دعوة كيم جونغ أون إلى تعزيز إنتاج الصواريخ "بشكل كبير"، حسبما أعلن الإعلام الرسمي الإثنين، في خطوة أعقبت إقالته رئيس أركان جيشه، وحضّه على تكثيف الاستعداد للحرب "بطريقة هجومية"، بما يشمل زيادة إنتاج الأسلحة وإجراء تدريبات إضافية.

وكان الزعيم الكوري الشمالي أشرف الشهر الماضي على عرض عسكري ضخم ظهرت خلاله مسيّرات جديدة وصواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على حمل رؤوس نووية، بحضور ضيوف من روسيا والصين.

والثلاثاء، أفاد الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إلى تعزيز التعاون مع بيونغيانغ في رسالة تهنئة وجهها إلى كيم جونغ أون في "ذكرى التحرير".

وقال بوتين وفق بيان الكرملين: "إنني مقتنع بأننا سنواصل تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات بما يخدم شعبينا ولصالح تعزيز الاستقرار والأمن في شبه الجزيرة الكورية وفي منطقة شمال شرق آسيا عمومًا".

وأشاد بـ"يوم التحرير" باعتباره "رمزًا لبسالة وبطولة جنود الجيش الأحمر والوطنيين الكوريين الذين كافحوا معًا الاستعمار الياباني".

في المقابل، أفاد الإعلام الرسمي في بيونغيانغ بأن الزعيم الشمالي ردّ على الرئيس الروسي بتأكيده على أن "البلدين سيخرجان منتصرين على الدوام، ويعاون أحدهما الآخر في سبيل تحقيق هدفهما وقضيتهما المشتركين".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة