الأحد 15 Sep / September 2024

لم يراعِ مشاعر أهالي الضحايا.. مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" يثير الجدل

لم يراعِ مشاعر أهالي الضحايا.. مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" يثير الجدل

شارك القصة

تقرير لـ"أنا العربي" عن مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" والجدل الذي يثيره (الصورة: غيتي)
يثير مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" الذي تعرضه نتفليكس انتقادات كبيرة، حيث تعالت الأصوات المنددة بعرض الجرائم البشعة التي ارتكبها القاتل المتسلسل من دون مراعاة مشاعر عائلات الضحايا.

يعود جيفري دامر، الذي عُرف بـ"وحش ميلووكي"، بماضيه المرعب وتاريخه المظلم، في مسلسل وثائقي على منصة "نتفليكس" بعنوان "الوحش: قصة جيفري دامر"، لينكأ جراح الناجين منه وأهالي ضحاياه.

ويُعد دامر قاتلًا متسلسلًا تلذّذ بقتل 17 رجلًا بين عامَي 1978 و1991. وقد شملت جرائمه اغتصاب الجثث وأكل لحوم الضحايا والاحتفاظ بجماجمهم. وكان الضحايا بأغلبهم أميركيين من أصل إفريقي أو آسيوي أو لاتيني.

المسلسل تصدّر المشاهدات على منصة "نتفليكس"، حيث حقق نسبًا قياسية بلغت أكثر من 196 مليون ساعة مشاهدة خلال الأسبوع الأول من العرض؛ الأمر الذي جعله ثاني أكثر مسلسل باللغة الإنكليزية مشاهدة على المنصة خلال أسبوع.

"الوحش: قصة جيفري دامر"

بموازاة ذلك، أثار مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" جدلًا وانتقادات كبيرة، حيث تعالت الأصوات المنددة بعرض الجرائم البشعة التي ارتكبها القاتل من دون مراعاة مشاعر عائلات الضحايا، ومن دون استئذان قبل إعادة عرض مآس حقيقية عايشوها.

وطالب المنتقدون صنّاع العمل بالاعتذار لأهالي الضحايا، ولا سيما في ظل تفضيل الحبكة الدرامية على مراعاة الدقة لغايات ربحية بحسب كثيرين.

بدورها ريتا إيسبل، شقيقة إرول ليندسي أحد ضحايا دامر، والتي أُعيد تمثيل مشهد وقوفها أمام المحكمة من دون استئذانها، أشارت في سبتمبر/ أيلول الماضي، إلى أن المسلسل أعاد إحياء كل المشاعر التي كانت تشعر بها في ذلك الوقت.

وفيما أفادت بأنه لم يتم التواصل معها بشأن العرض، قالت إنه كان على نتفليكس أن تسأل عما إذا كنا نمانع أو كيف سنشعر حيال ذلك. وأضافت: "لقد صنعوا المسلسل فحسب".

الناجي تريسي إدواردز - تويتر
الناجي تريسي إدواردز - تويتر

وفيما يخص الناجي تريسي إدواردز، فقد أكد محاميه أن المسلسل لم يُصور حقيقة الرعب الذي عاشه موكله، الذي عانى من اضطراب ما بعد الصدمة.

وكان إدواردز قد تمكّن من الهرب، فكان السبب في إلقاء القبض على جيفري دامر عام 1991.

إلى ذلك، استنكر عدد من النقاد تركيز مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" على القاتل والتفاصيل الدموية للجرائم على حساب الضحايا.

كذلك أشاروا إلى ما عدّوه محاولة لتصوير دامر بخلفية مأساوية؛ الأمر الذي "جعله يبدو كضحية مجتمع مهمل، وأن تلك العوامل أثرت على صحته العقلية". وقد جاء ذلك في حين أكدت جلسات محاكمة جيفري دامر أنه كان عاقلًا حين ارتكاب جميع جرائمه. 

وفي سياق ذي صلة، أثار كثيرون تساؤلات حول جدوى عرض دراما الجريمة الحقيقية بتفاصيلها المرعبة من منظور القتلة.

من جهة أخرى، سلط مسلسل "الوحش: قصة جيفري دامر" الضوء على إخفاق الشرطة في إلقاء القبض على القاتل، حيث تقاعست في التحقيق بسلوكه المريب، رغم إبلاغ جارته غليندا كليفلاند المتكرر للشرطة ومكتب التحقيقات الفدرالي بهذا الشأن.

وكانت ابنة غليندا وقريبتها قد وجدتا كونراك سينثاسومفون، أصغر ضحايا دامر، أمام البمنى وهو عار فقامتا بإبلاغ الشرطة.

 إلا أن دامر تمكّن من إقناع رجال الأمن حينها بأن الفتى عمره 19 عامًا، فأُعيد إليه دون إجراء تفتيش للمكان، وقُتل الفتى على طريقة من سبقوه.

إدمان واهتمام بالحيوانات النافقة 

أظهر جيفري دامر منذ طفولته اهتمامًا كبيرًا بالحيوانات النافقة وجمع عظامها، ثم تحول الأمر تدريجيًا إلى رغبة جامحة في القتل وممارسة الجنس مع الموتى خلال فترة المراهقة.

وقد دفعته تلك الأفكار إلى إدمان الكحول، وارتكب أولى جرائمة إثر تخرجه من المدرسة الثانوية مباشرة عام 1978.

وبسبب الإدمان، تم تسريحه من الجيش الذي التحق به تنفيذًا لرغبة والده. فأقام في ميلووكي التي عاد إليها مع جدته، وقتل ضحيته الثانية بعد أشهر من الأولى.

لكن بسبب سوء سلوكه طردته جدته بعد فترة، فانتقل إلى منزله الخاص، وتتالت جرائمه وتشابهت ليبلغ عدد ضحاياه 17 رجلًا خلال 13 عامًا.

وفي منزل دامر، الذي دلها الناجي إدواردز إليه في 22 يوليو/ تموز 1991، وجدت الشرطة صورًا لمراحل مختلفة من عملية تقطيع أوصال الجثث ورأس جثة في الثلاجة وجماجم وأعضاء تناسلية محفوظة في جرار.

وبعدما نال القاتل المتسلسل 16 حكمًا بالسجن مدى الحياة، قُتل عام 1994 على يد نزيل في السجن يُدعى كريستوفر سكارفر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close