تخطى الصراع الروسي- الأميركي السياسة هذه المرة باتجاه الأعمال الدرامية، إذ تقدمت أسطورة الشطرنج خلال الحقبة السوفياتية نونا غابرينداشفيلي بدعوى قضائية ضد منصة نتفليكس، بسبب مسلسل "The Queen’s Gambit" أو مناورة الملكة، مطالبة بمبلغ 5 ملايين دولار بسبب ما وصفته بالتضليل في حلقة من حلقاته.
ووصفت غابرينداشفيلي ما ورد خلال إحدى الحلقات بأن كان "متحيزًا جنسيًا بشكل صارخ ويقلل من شأنها". وقالت لصحيفة "نيويورك تايمز": "كانوا يحاولون القيام بهذه الشخصية الخيالية التي كانت تشق طريق النساء الأخريات، في حين أنني كنت في الواقع قد شققت الطريق بالفعل وألهمت الأجيال، وهنا تكمن المفارقة."
ماذا حدث؟
وحقق مسلسل "مناورة الملكة" نجاحًا هائلًا، وهو مقتبس عن رواية خيالية لبيث هارمون، وقامت فيه النجمة الصاعدة أنيا تايلور جوي بلعب دور البطولة.
ويتحدث عن لاعبة شطرنج أميركية تعاني الإدمان، وصلت أعلى مراتب اللعبة حتى اتجهت إلى "موسكو" لمواجهة " عباقرة الشطرنج" من الرجال.
وجاءت شكوى اللاعبة الروسية التاريخية نونا، والتي بلغت سن الـ80 من عمرها على خلفية جملة وردت في الحلقة الأخيرة، حيث يقول مذيع عن بطولة الشطرنج الأخيرة، بينما تنتقل الكاميرا إلى امرأة تشاهد المباراة: "إنها نونا غابرينداشفيلي، بطلة العالم ولم تواجه الرجال أبدًا."
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن غابرينداشفيلي واجهت العشرات من الرجال في الواقع. ووفقًا للدعوى القضائية، فقد واجهت 59 رجلاً تحديدًا، من بينهم 28 في مباراة واحدة في وقت واحد، بالإضافة إلى 10 من كبار الشخصيات خلال الفترة الزمنية التي وردت في المسلسل، الذي يروي أحداثًا جرت عام 1968.
تزييف مدمر
وذكرت غابرينداشفيلي في شكواها أن المسلسل يحمل "زيفًا مدمرًأ يقوض ويحط من إنجازاتها أمام ملايين المشاهدين". كما أشارت الدعوى إلى أن الفيلم صورها على أنها روسية، بينما هي جورجية وولدت في زوغديدي.
وبدأت غابرينداشفيلي في لعب الشطرنج في سن المراهقة وحققت أول لقب لها من أصل خمسة ألقاب في بطولة العالم للشطرنج للسيدات وهي في عمر الـ 21 عامًا.
وفازت بدورة Hastings Challengers للرجال عالميًا بين عامي 1963 و1964 وهزمت جميع الأساتذة البريطانيين في البطولة الأولى في العام التالي.
وكانت أول امرأة تحصل على لقب الأستاذ الدولي عام 1978. وقالت لصحيفة نيويورك تايمز: "هذه هي حياتي كلها التي تم شطبها، وكأنها ليست مهمة".
وقالت نتفليكس في بيان إنها تحمل "احترامًا كبيرًا للسيدة غابرينداشفيلي وحياتها المهنية اللامعة، لكنها تعتقد أن هذا الادعاء ليس له أي ميزة وسوف تدافع بقوة عن القضية".