لم يلغِ تطور الأزياء وعالم الموضة المتواصل تشبّث نساء الصحراء في المغرب بزيّ الملحفة التقليدية؛ العصيّ على التغيير باعتباره تجسيدًا لتراث شعب وتعبيرًا عن هويته.
ولا تُعد الملحفة الصحراوية قطعة ثوب يصل طولها إلى أربعة أمتار وعرضها إلى متر ونصف المتر فحسب، بل لها أبعادها الثقافية والاجتماعية الأكثر طولًا وعرضًا.
وتصرّ النساء في هذه المنطقة على ارتدائها طوال العام، في الحرّ كما في القر، وكذلك في الأفراح والأعراس والأحزان.
"الملحفة".. لباس تقليدي بألوان زاهية يعبّر عن هوية المرأة الصحراوية في #المغرب#العربي_اليوم تقرير: يوسف البقالي pic.twitter.com/IvMJSgV3qu
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 12, 2022
فبالإضافة إلى كون الملحفة رمزًا للحشمة والستر والوقار، هي أيضًا بالنسبة إلى أهل الصحراء رمز للجمال والأنوثة.
وفي هذا الصدد، تقول الباحثة في التراث الحساني عيشاتو العثماني: متى وصلت الفتاة إلى سن البلوغ لا بد لها من ارتداء الملحفة، التي نتمسك بها بوصفها تقليدًا متوارثًا.
وتشرح أن هذا الزي يعكس إلى جانب الحشمة، تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا التي لا نريد تغييرها.
ماركات معروفة
والملحفة بات لها ماركات معروفة، شأنها في ذلك شأن كل أنواع اللباس، وأثمان تخضع لمعايير النوع واللون والجودة.
وتبحث حانّة أنداخ، من سكان مدينة العيون، عن ملحفة جديدة في السوق لارتدائها في مناسبة خاصة.
كحال بقية فتيات ونساء الصحراء المغربية لا تلبس غير الملحفة في مختلف المناسبات والفصول، ذلك لأنها ليست مجرد لباس.
وتقول: "أنا كفتاة صحراوية أعتز وأفتخر بزينا، الذي ورثناه عن أمهاتنا وجداتنا، فهو يعتبر زي تقليدي يعبّر عن هوية المرأة الصحراوية؛ نرتديه في المناسبات والأعياد وبشكل يومي".