الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"لنتكلم عن فلسطين".. موقف مشرّف لبطل الإسكواش المصري العالمي علي فرج

"لنتكلم عن فلسطين".. موقف مشرّف لبطل الإسكواش المصري العالمي علي فرج

شارك القصة

تقرير عن الازدواجية في الألعاب الرياضية حول القضايا السياسية (الصورة: فيسبوك)
صعق اللاعب المصري العالمي في لعبة الإسكواش الإعلام الرياضي الغربي في مسابقة أقيمت بلندن حيث أشار إلى ازدواجية المعايير الرياضية في تناول القضايا السياسية.

أشعل لاعب الإسكواش المصري علي فرج، مواقع التواصل الاجتماعي، حينما استغل تتويجه بلقب ببطولة "أوبتاسيا" للرجال، التى استضافتها ملاعب ويمبلدون في بريطانيا، ليطلق صرخة مدوية تدين ازدواجية المعايير في العالم، ويذكر الجمهور بالقضية الفلسطينية.

فلسطين

وفاز علي فرج في المباراة النهائية على لاعب البيرو دييغو لياس بنتيجة 3/1 في مباراة استغرقت 53 دقيقة، يوم أمس السبت، قبل أن يعتلي المنصة وسط تصفيق مدوّ، ويقول: "أعلم أن ما سأقوله سيسبب لي مشاكل، ولكن كما تعلمون الآن ما من أحد سعيد بما يحدث، ولا أحد يتقبل عمليات القتل، ولكن بما أننا كنا بصفتنا رياضيين لا نتكلم السياسة، فجأة أصبح من الممكن لنا لذلك".

وأضاف: "أتمنى على العالم أن يتكلم كذلك عمَّا يجري في فلسطين منذ 74 عامًا، وبما أن ذلك كان غير متاح في الإعلام الغربي، فقد أصبح ذلك ممكنًا بالتزامن مع ما يجري في أوكرانيا".

وبات فرج أول رياضي عربي يعتلي منصة تتويج عالمية، ويذكر العالم بالقضية الفلسطينية منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي.

وألهبت كلمات فرج الناشطين على مواقع التواصل، ولا سيما الفلسطينيين الذين رحّبوا بكلمات البطل المصري، واعتبروه فاتح عهد رفع القضية الفلسطينية عاليًا في الملاعب العالمية خلال هذه المرحلة، التي لم تسلم الرياضة فيها من العقوبات الغربية التي طالت روسيا جراء هجومها على أوكرانيا.

العين الواحدة

ومنذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البدء بعملية عسكرية على جارته، أعادت مواقف الفيفا والاتحادات الرياضية الأخرى من حول العالم، والتي جاءت لتعاقب روسيا، استحضار مواقف للمؤسسات نفسها من قضايا عديدة، من بينها القضية الفلسطينية والحرب في سوريا وما يتعرّض له الإيغور.

وأثار "الحزم الرياضي" في مواجهة روسيا علامات استفهام تجاه قضايا سياسية وإنسانية عالمية سابقة لم تُتخذ تجاهها الإجراءات نفسها، بل تعرّض من دعموها لعقوبات رياضية.

واضطُر بطل الجودو الجزائري فتحي نورين إلى الاعتزال نهائيًا، بعدما أوقفه الاتحاد الدولي للجودو 10 سنوات عن المشاركة في أي نشاطات أو مسابقات ينظمها الاتحاد أو الاتحادات المنضوية تحت لوائه. وانسحب قرار التوقيف على مدربه، عمّار بن يخلف، بدعوى "إخلالهما بلوائح الميثاق الأولمبي"، عقب إعلان اللاعب انسحابه من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020"، بعدما أوقعته القرعة في مواجهة لاعب إسرائيلي.

وفي السياق نفسه، غُرّم نادي "سلتيك" الأسكتلدني عام 2016 بنحو 11500 دولار بسبب رفع جماهيره أعلام فلسطين خلال مباراته ضد "هابويل بئر السبع" الإسرائيلي، في تصفيات دوري أبطال أوروبا.

وانقلب إعلان نادي أرسنال الإنكليزي تضامنه مع أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي، إلى محط انتقادات واسعة من جماهير كرة القدم حول العالم، الذين اتهموه بازدواجية المعايير، بعد أن عاقب لاعبه الألماني السابق مسعود أوزيل بإبعاده عن قائمة الفريق سابقًا بسبب مواقفه الداعمة لمسلمي الإيغور.

الاتحادات الرياضية

ودفعت العقوبات الرياضية التي فرضتها كبرى الاتحادات الدولية على روسيا، باللاعب السابق لمنتخب مصر ونادي الأهلي محمد أبو تريكة إلى اتهام الاتحاد الدولي لكرة القدم بالتحيّز الفاضح لصالح دول دون أخرى.

وسأل أبو تريكة في تغريدة "الفيفا" عن تمنّعه من فرض العقوبات نفسها على إسرائيل لا سيّما أنها تحتل وتقتل الأطفال والنساء في فلسطين.

ولم يصدر أي تعليق أو إدانة أو قرار بحق علي فرج من رابطة لاعبي الإسكواش العالميين، حيث كانت اتحادات الألعاب الرياضية قبل الحرب في أوكرانيا تتدخل مباشرة لمعاقبة أو تأنيب من يدلي بدلوه السياسي في قضايا كبرى ذات طابع إنساني وأخلاقي قبل السياسي، كقضية فلسطين أو اضطهاد الإيغور أو الحرب التي تسببت بهجرة تاريخية للشعب السوري.

وأشار ناشطو مواقع التواصل إلى أنه قد يكون فرج قد سجل منعطفًا تاريخيًا للرياضيين العرب أو اتحادات الألعاب الرياضية العرب للمطالبة بإسقاط أي عقوبة على اللاعبين والفرق العربية بسبب مواقفها من قضايا تتعلق ببلدانها ومجتمعاتها.

وتجاوزت المعايير الازدواجية العالم الرياضي، باتجاه الإعلام الغربي الذي سجل عدة مواقف عنصرية بشكل جلي من اللاجئين العرب على حساب اللاجئين من أوكرانيا، ما شكل صدمة كبرى في العالم بأسره، وعرض تلك المؤسسات لانتقادات عنيفة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close