تشتهر لندن بشريحة من مصففي الشعر الذين يمتهنون حرفة ذاع صيتها في العالم.
وتعتمد هذه الحرفة الآن على إعادة التدوير، حيث تشجع مجموعة من مصففي الشعر والحلاقين المهتمين بالبيئة الصالونات في جميع أنحاء المملكة المتحدة على إعادة تدوير نفاياتها من العبوات البلاستيكية إلى الشعر الذي يمكن استخدامه في التسميد وإنتاج الطاقة أو لإزالة الانسكابات النفطية.
ويقود مصفف الشعر البريطاني فراي تايلور مبادرة لإعادة تدوير الشعر بحيث قد تساهم شبكة قطنية محشوة بخصلات الشعر في إنقاذ الكوكب عبر تنظيف المحيطات من الزيوت الملوثة.
ويقول في حديث إلى "العربي": "إذا مررت الشبكة القطنية المحشوة بالشعر فوق مسطح مائي فيه زيت يمتص الشعر الزيت".
ويمكن أن يمتص كليوغرام واحد من الشعر نحو 8 ليترات من الزيت. ويضيف تايلور: "يمكننا تقديم عرائض والضغط على الحكومات للقيام بمشاريع مماثلة، لكن لا يجب أن ننتظر خمس أو عشر سنوات لتحقيق ذلك بل يجب أن نقوم بها بأنفسنا".
كما تعد النفايات الكيميائية إحدى التحديات التي تواجه صناعة تصفيف الشعر، فهي عادة ما تسكب في أنظمة المياه والمصارف الصحية. لكن المبادرة وجدت لها حلاً في إنتاج الطاقة.
ويقول مصفف الشعر البريطاني آدم ريد: "إن مجالنا فيه هدر للكثير من المواد ولاسيما أوراق القصدير و المناشف". ويضيف: "بدأنا في هذه المبادرة لأن الأشياء الصغيرة يمكن أن تحدث تغييرًا".
كما استفادت المبادرة من استعمال آخر للشعر وهو التسميد، حيث يعد الشعر الغني بالنيتروجين مكملًا مثاليًا للأسمدة، فهو يمد التربة بالرطوبة ويبعد عنها الحشرات الضارة.
وانضم نحو 600 صالون في المملكة المتحدة وإيرلندا لهذه المبادرة الواعدة التي جمعت نحو 500 كيلوغرام من الشعر استُعملت في التسميد وتنظيف المجاري المائية على أمل أن يُصدّر هذا النموذج إلى نطاق واسع في العالم.