انتشلت خدمة الإسعاف الليبية، 20 جثة عثر عليها في الصحراء الليبية بالقرب من تشاد، تعود لمهاجرين ضلوا طريقهم وقضوا عطشًا بعد تعطل مركبتهم.
في التفاصيل، عرض جهاز الإسعاف والطوارئ في الكفرة، اليوم الأربعاء، صورًا للجثث وهي ممددة حول شاحنة صغيرة سوداء على الرمال، فيما أكد بيان رسمي أن سائق شاحنة كان يسافر عبر الصحراء هو من عثر على الجثث على مسافة 310 كيلومتر جنوب الكفرة وعن بعد 120 كيلومترًا عن الحدود الليبية التشادية، بحسب وكالة الأنباء الليبية.
كما أوضح الجهاز أنه تم انتشال الجثث، أمس الثلاثاء بحضور النيابة العامة ومركز الشرطة وإحالتهم إلى الطب الشرعي قبل مباشرة إجراءات الدفن.
بدوره، قال إبراهيم بلحسن مدير الإسعاف في الكفرة: إن السائق كان قد ضل الطريق، ويعتقد بأن هؤلاء الأشخاص توفوا في الصحراء قبل نحو 14 يومًا لأن آخر مكالمة على هاتف محمول هناك كانت في 13 يونيو/ حزيران.
كما لفت بلحسن إلى أن ليبيين اثنين ضمن الضحايا، مشيرًا إلى أن الجثث الأخرى قد تكون لمهاجرين من تشاد عبروا بشكل غير قانوني إلى ليبيا.
ليبيا بلد العبور من إفريقيا إلى أوروبا
ورغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها ليبيا، إلا أن اقتصادها القائم على النفط يعد أيضًا عامل جذب للمهاجرين الباحثين عن عمل.
كما أصبحت ليبيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الذين يسعون للوصول إلى أوروبا من خلال الطريق المحفوف بالمخاطر عبر الصحراء والبحر المتوسط.
في هذا السياق، ألقى "العربي" مؤخرًا الضوء عل شكاوى مهاجرين غير نظاميين، من تعرضهم للعنف والتعذيب في ليبيا، وهو ما خلف لديهم ندوبًا جسدية ونفسية من الصعب أن تمحى.
وأكدت سميرة السعيدي الصحفية الليبية في حديث إلى "العربي"، من لندن، أن عملية الهجرة لا تبدأ من السواحل فقط، بل من العمق الإفريقي عبر ميليشيات وعصابات تدير هذه الهجرة غير الشرعية، وتستغل هؤلاء القادمين من معظم الدول العربية والإفريقية.
ويبقى حلم الهجرة حلمًا يمرّ عبر الطريق الأخطر في العالم الذي يربط دولًا إفريقية جنوب الصحراء، بأخرى متوسطية كليبيا التي دمّرتها الحرب والنزاعات.