Skip to main content

"ليست أوهامًا".. هل ستصبح موجات الحر أطول وأكثر شدة؟

الأربعاء 23 أغسطس 2023

حذر الخبير في الأمم المتحدة جون نيرن من أنّ موجات الحر، مثل تلك التي تخنق حاليًا معظم أنحاء أوروبا، تبدأ في وقت مبكر وتستمر لفترة أطول وتصبح أكثر شدة نتيجة لتغير المناخ.

وقال كبير مستشاري الحرّ الشديد في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التي تتخذ في جنيف مقرًّا لوكالة فرانس برس: "ستصبح موجات الحر أكثر شدة وأكثر تواترًا".

والقبّة الحرارية التي تغطي جزءًا كبيرًا من أوروبا منذ أسبوع تقريبًا، وحرائق الغابات المستعرة في اليونان وكندا وهاواي، ودرجات الحرارة الصيفية التي تشهدها أميركا الجنوبية التي ما زالت في منتصف الشتاء، ليست أوهامًا.

ولفت الباحث إلى أنّ موجات الحر التي أصبحت أطول وأكثر تواترًا هي "نتيجة احترار المناخ الذي يظهر أسرع في أنظمة الطقس"، مشددًا على أنّ العلماء حذروا من ذلك.

وقال متأسفًا: "الناس هادئون جدًا"، مضيفًا: "لقد حذركم العلم من أنّ هذه الأمور ستحدث. ولن تتوقف عند هذا الحد".

"فترات أطول من درجات الحرارة المرتفعة"

وحث جون نيرن على التصرف بشكل أكثر "ذكاء" في مواجهة ارتفاع درجات الحرارة. كما أوصى بشكل خاص بتركيز الاهتمام على حقيقة أن الحد الأدنى لدرجات الحرارة أثناء الليل يستمر في الارتفاع، في حين أن درجات الحرارة القياسية التي تسجل خلال النهار هي التي تتصدر عناوين الأخبار.

وتمثل درجات الحرارة المرتفعة والمتكررة أثناء الليل خطرًا على صحة الإنسان، لأنّ الجسم يصبح حينها غير قادر على التعافي من الحرارة التي يتعرض لها خلال النهار.

كذلك فإنّ درجات حرارة أكثر ارتفاعًا خلال الليل تعني أيضًا أنه لن يكون هناك مخرج للطاقة المتراكمة خلال النهار، ما يدفع درجات الحرارة إلى الارتفاع في اليوم التالي.

ومن المرجح مع استمرار ظاهرة تغيّر المناخ أن يزداد الوضع سوءًا، وفقًا لنيرن.

وكشف الباحث عن قلقه بوجه خاص إزاء الوضع في المناطق المدارية وشبه المدارية، آخذًا على سبيل المثال الحرارة القياسية المسجلة في أميركا الجنوبية في الأسابيع الأخيرة، مع وصول درجات الحرارة إلى 40 مئوية في منتصف ما يفترض أنه فصل الشتاء. وأصر على أنّ "الأمر ليس طبيعيًا بكل بساطة".

وتوقع الباحث مستقبلًا أن "نشهد المزيد من موجات الحر على مدى فترة أطول بكثير من العام".

وفي أماكن أخرى، تعني قلّة سطوع الشمس أنه من غير المتوقع حدوث موجات حر على مدار العام، لكنّ الباحث أوضح أنه هنا أيضًا سنشهد المزيد من "الفترات الحارة الاستثنائية"، حتى في فصل الشتاء.

وردًا على سؤال عمّا يمكن القيام به، قال نيرن: "لدينا جميعًا القدرة على عكس هذا الاتجاه". وختم قائلًا: "علينا الانتقال كلّيًا إلى الطاقة النظيفة والتوقف عن حرق الوقود الأحفوري. الأمر ليس أكثر تعقيدًا من ذلك".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة