قررت أستراليا استئناف دعمها المالي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وذلك بعد تعليق دام نحو شهرين بسبب المزاعم الإسرائيلية حول ضلوع موظفين من الوكالة في هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وقد أعلنت عن ذلك وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة، بعدما أكّدت "وكالات الحكومة الأسترالية ومحاميها أن الأونروا ليست منظمة إرهابية".
"الأونروا" ليست إرهابية
في التفاصيل، شرحت وونغ أن الحكومات الأسترالية المتعاقبة "قدمت الدعم المالي للأونروا، التي تقوم بأنشطة منقذة للحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ عام 1951".
وأشارت إلى أن إدارة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز تقدم تمويلًا سنويًا قدره 20 مليون دولار أسترالي للمنظمة، وأنهم قرروا وقف التمويل الإضافي البالغ 6 ملايين دولار أسترالي بعد المزاعم الإسرائيلية.
واستكملت الوزيرة وونغ كلمتها موضحةً: "إن أفضل نصيحة تلقيناها من منظمات ومحامي الحكومة الأسترالية هي أن الأونروا ليست منظمة إرهابية"، وعليه قرر في اجتماع الأمن القومي الذي عقد الأسبوع الجاري، استئناف الدعم المالي للوكالة.
كما لفتت الوزيرة إلى أن أستراليا تشاورت مع "الأونروا" والدول المانحة الأخرى، وكانت راضية عن الضمانات الإضافية التي تم وضعها.
وستقدم أستراليا الآن حوالي 6 ملايين دولار أسترالي أي ما يقارب 3.9 مليون دولار من التمويل، على الفور.
"أطفال يتضورون جوعًا"
وتابعت وونغ في المؤتمر الصحفي: "يوجد أطفال وأسر يتضورون جوعًا، ولدينا القدرة مع المجتمع الدولي على مساعدتهم. نعلم أن الأونروا مركزية وأساسية في تقديم تلك المساعدات".
وكانت أستراليا و14 دولة قد علقت التمويل للوكالة التابعة للأمم المتحدة في يناير/ كانون الثاني، بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا في قطاع غزة بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر.
وذكرت الوزيرة الأسترالية أن برنامج الغذاء العالمي أفاد بأن هناك كمية كبيرة من المخزون الغذائي تنتظر على حدود غزة، لكن من "غير الممكن إدخالها عبر الحدود وتوزيعها في قطاع غزة دون تعاون إسرائيل".
وأردفت: "إننا نناشد إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة على الفور".
ولقي الإعلان الأسترالي ترحيب المفوض العام لـ"الأونروا" فيليب لازاريني، الذي كتب على منصة "إكس": "أشكر أستراليا على انضمامها إلى الدول المانحة التي أبقت/ زادت تمويلها، وأولئك الذين أعلنوا مساهمتهم في الأونروا في هذا الوقت الحرج في غزة والمنطقة".
وأضاف لازاريني أن "دعمكم هو دليل على التزامكم بالمبادئ الإنسانية ومحنة اللاجئين الفلسطينيين خلال أزمة غير مسبوقة"، آملًا في أن تحذو الدول الأخرى التي علّقت تمويلها حذو كانبيرا.
يذكر أنه سبق لكندا والسويد الإعلان أنهما ستستأنفان مساهمتهما المالية لـ"الأونروا"، بعدما فشل إسرائيل في تقديم دليل يثبت صحة ادعاءاتها بحق الوكالة.