عاشت غزة ليلة أخرى من القصف العنيف، حيث شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات في شمال القطاع وكذلك في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
ولم تغب أصوات الانفجارات عن الجنوب والتي نجمت عن قصف مدفعي، إذ عمدت قوات الاحتلال إلى تكثيف استهداف شرقي منطقة خانيونس.
ولفت مراسل "العربي" من أمام مستشفى شهداء الأقصى عبد الله مقداد، إلى أن الأوضاع على الأرض تسير باتجاه مزيد من التصعيد والضغط العسكري من قبل الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى تصاعد وتيرة القصف المدفعي والجوي وسط تزايد في أعداد الشهداء والجرحى.
وقال إن المقاومة الفلسطينية في غزة تواصل بموازاة ذلك عمليات التصدي والاشتباكات وفق بلاغات عسكرية تصدر عنها، متوقفًا عند إعلانها استهداف تجمعات لآليات الاحتلال وتمركزات لقواته داخل القطاع بقذائف "الياسين 105" والهاون والعبوات الناسفة.
كما أشار إلى استمرار حالة الكر والفر بين المقاومين وجيش الاحتلال في عدة محاور؛ كان أبرزها أمس الثلاثاء في منطقة خانيونس جنوبي قطاع غزة، إلى جانب محاور أخرى تحاول قوات الاحتلال التقدم من خلالها.
وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد 16248 فلسطينيًا وجرح 43616 آخرين، وأزمة إنسانية متفاقمة.
"كارثة إنسانية وشيكة"
وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من "كارثة إنسانية وشيكة" في قطاع غزة، مؤكدًا أن السلام الدائم هو السبيل الوحيد لمنعها.
ففي بيان الثلاثاء، أشار البرنامج إلى أن استئناف القتال في غزة سيزيد حدة أزمة الجوع الكارثية التي تثقل كاهل المدنيين بالفعل، داعيًا إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وذكر أن الهدنة الإنسانية التي استمرت 7 أيام وانتهت مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وفّرت لبرنامج الأغذية العالمي وشركائه بيئة آمنة إلى حد ما لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة.
وقال إن الهدنة سمحت بمضاعفة عدد نقاط التوزيع خارج الملاجئ، وإيصال الأغذية إلى بعض الأماكن التي يتعذر الوصول إليها شمالي القطاع.
ولفت إلى أن البرنامج وصل إلى نحو 250 ألف شخص خلال أسبوع واحد فقط، وأن تجدد القتال جعل توزيع المساعدات مستحيلًا إلى حد كبير.
ونبّه إلى أن هذا الأمر يعد كارثة لسكان غزة الذين يفوق عددهم مليوني نسمة، ويعتمدون على المساعدات الغذائية مصدرًا وحيدًا للعيش.
وبعد 7 أسابيع على بدء الحرب على غزة، أُبرم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي اتفاق هدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال رعته دولة قطر بوساطة مشتركة مع القاهرة وواشنطن.
وقد سمح الاتفاق بتبادل للأسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. لكن الاحتلال استأنف في بداية الشهر الجاري عدوانه على القطاع الفلسطيني المحاصر.