الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

مآسي غزة.. القدرة يتحدث لـ"العربي" عن الوضع الكارثي لمستشفيات القطاع

مآسي غزة.. القدرة يتحدث لـ"العربي" عن الوضع الكارثي لمستشفيات القطاع

شارك القصة

يستهدف الاحتلال القطاع الطبي منذ بداية عدوانه على غزة - رويترز
يستهدف الاحتلال القطاع الطبي منذ بداية عدوانه على غزة - رويترز
يقول المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات المتبقية لا سيما شهداء الأقصى عاجزة تمامًا عن استيعاب الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى.

كشف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة لـ"العربي"، عن حجم الدمار في المنظومة الصحية بالقطاع جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث يركز الاحتلال على استهداف الأطفال والنساء في القطاع ويمنع الإسعافات الطبية عن المصابين.

يأتي ذلك في وقت تتصاعد مطالب ملحة من منظمات وجمعيات محلية ودولية لتوفير المزيد من المستشفيات الميدانية، ووضع خطة لإخراج المرضى من قطاع غزة بعدما خرجت أكثر من 80% من المؤسسات الصحية عن العمل.

فقد توقف عمل معظم مستشفيات غزة بسبب العدوان الإسرائيلي عبر استهداف المراكز الصحية، والنقص الحاد في الكوادر ومختلف أنواع المستلزمات الطبية والأدوية وإمدادات الوقود.

ويقدّر المعنيون وجود حاجة ملحة إلى إخراج 8000 جريح ومريض من قطاع غزة فورًا، كثير منهم حياتهم مهددة.

القدرة: ما ترتكبه إسرائيل عداء ممنهج

في التفاصيل، فقد أكّد أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن ما حدث أمس في مخيم النصيرات هو جزء من السلوك العدائي المستمر للاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم وحتى هذه اللحظة.

وأفاد في حديث خاص من استديوهات "العربي" في لوسيل، بأن الوزارة رصدت لغاية تاريخ اليوم أكثر من 3300 مجزرة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وراح ضحيتها 37084 من الشهداء وأكثر من 84484 مصابًا.

ولفت المتحدث باسم صحة غزة إلى أن الاحتلال يرتكب اليوم في قطاع غزة المجازر والجرائم نفسها، التي ارتكبت على مدار 9 أشهر من العدوان.

وأضاف أنه "من خلال المشاهدات الواضحة يظهر أن الاحتلال الاسرائيلي يركز عدوانه ومجازره ضدّ الأطفال والنساء والمسنين، حيث أن 72% من حصيلة العدوان هي من الأطفال والنساء".

وعليه، جزم المتحدث باسم وزارة الصحة أن إدراج إسرائيل على القائمة السوداء لقتل الأطفال هو أقل ما يمكن القيام به، وكذلك لوصف "هذا المجرم الذي ينفّذ مجازر متتالية كان أحدثها مجزرة النصيرات التي راح ضحيتها 274 شهيدًا".

أعباء ثقيلة على الكوادر الطبية الغزية

إلى ذلك، عدد القدرة في إطلالته عبر "العربي" تدمير  الاحتلال الإسرائيلي 155 مؤسسة صحية في قطاع غزة، وإخراجه 27 مستشفى عن الخدمة، إلى جانب 53 مركزًا للرعاية الأولية خرجت أيضًا عن الخدمة، فضلًا عن استهداف وتدمير 130 سيارة إسعاف.

وبالتالي، رأى المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أنه بناء على ما ذكر يمكن اعتبار المنظومة الصحية في غزة "مدمرة بالكامل"، لافتًا إلى أن المستشفيات المتبقية لا سيما مستشفى شهداء الأقصى عاجزة تمامًا عن استيعاب الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى.

وأردف: "المواطنون يقومون بأخذ جثامين الشهداء مباشرة لدفنها في أماكن قريبة، دون إمكانية الوصول إلى المستشفيات في كثير من المرات".

كما أشار إلى أن "الأعداد الكبيرة التي وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى من الإصابات كانت بدرجات خطورة متعددة ولم يقدر المستشفى على التعامل معها جميعًا".

فتم تحويل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفيات ميدانية وغيرها، وهذا يعني أن المنظومة الصحية في غزة عاجزة تمامًا عن التعامل مع الإصابات الخطرة، وفق القدرة.

وقد شدد القدرة على أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير المنظومة الصحية في القطاع، لإدراكه أن بقائها هو جزء من صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.

نداءات استغاثة 

وما انفك القطاع الطبي في غزة والقائمون عليه وداعموه من المنظمات الدولية يوجهون نداء استغاثة إلى العالم كله لإنقاذ ما تبقى من القطاع، في ظل الهجوم الإسرائيلي الممنهج عليه.

فعلى سبيل المثال، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن أفراد طواقمها الطبية إلى جانب زملائهم في مستشفيي شهداء الأقصى وسط القطاع وناصر جنوبًا، يعملون لعلاج عدد هائل من المصابين بجروح خطيرة.

بدوره، أفاد كريس هوك المرجع الطبي "لأطباء بلا حدود" في مستشفى ناصر، بأن كثيرًا من الجرحى يعانون من كسور كبيرة ومفتوحة.

علاوة على ما تقدم، فإن أطفالًا كثرًا وصلوا فاقدين للوعي، فتسائل هوك: "كم امرأة ورجلًا وطفلًا يجب أن يقتلوا بعد، حتى يقرر قادة العالم وضع حد لهذه المجزرة؟".

وأضاف هوك أن الوضع في مستشفى شهداء الأقصى أشبه بالكابوس، مشيرًا إلى استمرار وصول الإصابات الجماعية واحدة تلو الأخرى إليه، في ظل قصف مناطق مكتظة بالسكان وبشكل يتجاوز القدرات.

هذه المعاناة تنسحب أيضًا على مستشفى كمال عدوان، حيث أكد مديرها حسام أبو صفية لـ"العربي" أن الفعاليات الطبية تحاول استئناف الخدمات في قطاع غزة بالحد الأدنى، واصفًا الوضع "بالكارثي".

وهذا ما أشار إليه كذلك مدير عام جمعية العودة الصحية في النصيرات، الذي قال إن الاحتلال دمر أغلب المستشفيات العاملة في قطاع غزة منذ بداية العدوان، مطالبًا بتوفير مزيد من المستشفيات الميدانية ووضع خطة شاملة لإخراج المرضى من القطاع.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close