ارتكب الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس مجزرة جديدة بحق النازحين الفلسطينيين في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفاد مراسل "العربي" في غزة، باستشهاد 40 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 50 آخرين، نقل معظمهم من مستشفى العودة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وتحدث المراسل أحمد البطة من أمام مستشفى شهداء الأقصى، إلى أحد ضباط هيئة الدفاع المدني المشاركين في عملية نقل الشهداء والمصابين بعد المجزرة، حيث أكد هذا الأخير أن قوات الاحتلال استهدفت مدرسة تأوي عدد كبير من النازحين في مخيم رقم 2 بالنصيرات.
أشلاء أطفال ونساء
وشرح المسعف تفاصيل المجزرة الإسرائيلية الجديدة، حيث أفاد لـ"العربي" بأنّ القصف الإسرائيلي طال الطابقين الثاني والثالث من المدرسة، حيث وصل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفيي العودة والأقصى، وسط صعوبات عديدة جراء قلة الإمكانيات وشحها لإغاثة المصابين.
وكان مستشفى شهداء الأقصى قد أبلغ عن عطل في المولد الكهربائي في وقت سابق ليلًا، ما قد أدى إلى تعقيدات في تقديم العلاج للمصابين والمرضى.
وقال الناشط في الدفاع المدني إن الانفجارات كانت قوية للغاية، ونتج عنها دمار كبير، وعدد الشهداء كان كبيرًا للغاية كون المدرسة كانت تأوي أعداد كبيرة من النازحين، وجل جثث الشهداء كانت ممزقة، موضحًا في حديثه لـ"العربي" أن قوات الاحتلال استهدفت المدرسة بصاروخين أو ثلاثة، وكان بين الشهداء العديد من الأطفال والنساء وكبار السن.
جريمة وحشية
وزعم جيش الاحتلال فجر الخميس أنه نفذ ضربة جوية "مميتة" على المدرسة، مدعيًا أنها تؤوي "مجمعًا لحماس"، وقال في بيان له: إن "طائرات مقاتلة، نفذت ضربة دقيقة استهدفت مجمعًا تابعًا لحماس داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات"، مضيفًا أنه تم "القضاء" على عدد من المسلحين، حسب زعمه.
وأضاف الاحتلال في البيان أن مسلحي "حماس والجهاد الإسلامي الذين ينتمون إلى قوات النخبة وشاركوا في الهجوم على بلدات في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول كانوا ينشطون في هذا المجمع"، وفق مزاعمه.
من جانبه، رفض إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مزاعم الاحتلال بأن المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة كان بها مقر لحماس، وقال لوكالة "رويترز": إن "الاحتلال يستخدم الكذب على الرأي العام من خلال قصص ملفقة كاذبة لتبرير الجريمة الوحشية التي ارتكبها بحق العشرات من النازحين".
يذكر أنه قبل المجزرة الإسرائيلية، استقبل مستشفى شهداء الأقصى ما لا يقل عن 70 شهيدًا وأكثر من 300 جريح منذ الثلاثاء، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في أعقاب الغارات الإسرائيلية على وسط غزة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
جهود وقف إطلاق النار
وعلى مدى عدة أشهر منصرمة، دأب الرئيس الأميركي جو بايدن على القول إن وقف إطلاق النار بات وشيكًا، لكن لم تتحقق أي هدنة.
ولا تزال واشنطن تضغط بقوة من أجل التوصل لاتفاق. حيث اجتمع وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية مع مسؤولين كبار من قطر ومصر، اللتين تقومان بدور الوساطة، أمس الأربعاء في الدوحة لبحث مقترح وقف إطلاق النار.
ومنذ هدنة وجيزة استمرت أسبوعًا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، باءت جميع محاولات ترتيب وقف لإطلاق النار بالفشل وسط تعنت إسرائيل، التي تصر على الحرب بحجة القضاء على حماس نهائيًا.
وهدد الوزراء المنتمون إلى اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، بالانسحاب إذا وافق بنيامين نتنياهو على اتفاق سلام يترك حماس دون القضاء عليها، وهو تحرك من شأنه أن يؤدي إلى إجراء انتخابات جديدة وإنهاء المسيرة السياسية لرئيس الوزراء الأطول بقاء في السلطة بإسرائيل.
من جانبه، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، أمس الأربعاء إن الحركة تطالب بوقف دائم للحرب في غزة وانسحاب إسرائيل في إطار خطة وقف إطلاق النار، مضيفًا أن "الحركة وفصائل المقاومة سوف تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل، والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى".