تشير تقديرات إلى أن آلاف الفلسيطنيين لا تزال جثامينهم تحت الأنقاض، في قبور لا تحمل علامات مميزة، فيما يعتقد أن عملية انتشال جثثهم ستستغرق وقتًا طويلًا، بعد إطالة أمد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.
ويتطلب انتشال جثامين الشهداء أو التعرف عليها، ما لا يقل عن ثلاث سنوات وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة، وفرق الإنقاذ، والأمم المتحدة.
رسالة ومناشدة
تالة رمضان بدوان، واحدة من عشرات آلاف الشهداء المفقودين، انتشل جثمانها من تحت الأنقاض، وسط فقدان أغلب أفراد عائلتها منذ ثلاثة أشهر، حين قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلهم في دير البلح وسط القطاع.
وقال عامل الإغاثة في الدفاع المدني الفلسطيني بقطاع غزة: "لقد ناشدنا العالم كله منذ 90 يومًا، نحن مركز الدفاع المدني في دير البلح، كذلك ناشدنا أهل الخير والدول والشعوب العربية والصحافة، أن تصل رسالتنا كي نستطيع إخراج جثث الأطفال من تحت الركام، هذه الضحية لها أربع أخوة شهداء، لا يزالون تحت الأنقاض".
أمراض وأوبئة
وتأخُر عملية انتشال الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض كانت سببًا رئيسيًا في انتشار الأمراض والأوبئة في غزة، فيما تعتمد وزارة الصحة في القطاع لتقدير عددهم على مصادر متنوعة للمعلومات مثل شهادات أقارب الشهداء، ومقاطع فيديو لآثار القصف، وتقارير مؤسسات إعلامية.
ويواجه الدفاع المدني الفلسطيني تحديات عدة لانتشال الجثث، بعد سبعة أشهر من الحرب المستمرة على القطاع، لا سيما في نقص المعدات والآليات الثقيلة والأفراد، فضلًا عن عجز كبير في توفير الوقود للآليات المتوفرة، الأمر الذي أدى لاستخدام أدوات بدائية في العمل.
وخلّف العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني المحاصر دمارًا واسع النطاق بنحو 80% من المباني.
وتقول الأمم المتحدة، إن نقل الأنقاض سيستغرق سنوات عديدة، وستكون كلفته مئات الملايين من الدولارات.
علاوة على ما تقدم، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي دخلت شهرها الثامن، نحو 113 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى ارتكاب إبادة جماعية.