دعت روسيا والصين وإيران إلى العمل مع سلطة طالبان في أفغانستان من أجل ضمان "استقرار" المنطقة.
وحضّت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر في ختام محادثات عُقدت في موسكو بمشاركة طالبان الحركة على انتهاج "سياسات معتدلة".
وأعربت عن "قلقها إزاء أنشطة منظمات إرهابية محظورة في أفغانستان"، كما "جددت التأكيد على عزمها مواصلة الدفع باتّجاه تعزيز الأمن في البلاد بما يسهم في الاستقرار الإقليمي".
وشارك في محادثات موسكو وهي الأولى الدولية التي تجرى على الأراضي الروسية منذ استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان، عشر دول إقليمية هي روسيا والصين وإيران وباكستان والهند بالإضافة إلى الجمهوريات السوفياتية السابقة الخمس في آسيا الوسطى.
غياب أميركي
ولم تشارك الولايات المتحدة في المحادثات "لأسباب لوجستية"، وفق وزارة الخارجية الأميركية التي قال المتحدث باسمها نيد برايس الإثنين: "سيسعدنا أن نشارك في هذا المنتدى في المستقبل، لكن لا يمكننا أن نشارك هذا الأسبوع".
وطالبت الدول المشاركة في المحادثات طالبان بانتهاج "سياسات معتدلة" في شؤون أفغانستان الداخلية والخارجية، وفق إعلان مشترك نُشر في ختام المحادثات.
كذلك دعا المجتمعون حركة طالبان إلى تبني "سياسات ودية تجاه الدول المجاورة لأفغانستان، وإلى تحقيق الأهداف المشتركة بإرساء سلام مستدام وأمن وازدهار على المدى الطويل".
وحضّت الدول العشر طالبان على "احترام حقوق المجموعات الإتنية والنساء والأطفال".
وطالبت بـ"مبادرة جماعية" لتنظيم مؤتمر دولي للدول المانحة لأفغانستان بالتعاون مع الأمم المتحدة.
"خطر حقيقي"
وجاء في البيان المشترك أن "عبء" إنعاش الاقتصاد والنمو في أفغانستان يجب ان يتحمّله "الأطراف (في النزاع) الذين كانوا حاضرين في البلاد في السنوات العشرين الماضية".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اعتبر في افتتاح المؤتمر أن حركة طالبان "تبذل جهودًا" من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان.
غير أنه استدرك محذرًا من "وجود خطر حقيقي من امتداد النشاطات الإرهابية وتهريب المخدرات إلى أراضي البلدان المجاورة".
ولفت لافروف إلى أن مستوى الدعم الذي ستحظى به "طالبان" مرتبط بشكل وثيق مع سياساتها الاجتماعية وبمدى احترامها للحقوق والحريات الأساسية، مؤكدًا أن الجانب الروسي بحث هذه المسألة بالتفصيل مع وفد الحركة المشارك في محادثات اليوم.
وعلى هامش المؤتمر، صرح زامير كابولوف الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين المعني بأفغانستان بأنه يتعين على الأمم المتحدة أن تدعو إلى عقد مؤتمر للمانحين لأفغانستان، لأن المجتمع الدولي يريد من طالبان تلبية التوقعات بشأن حقوق الإنسان الأساسية والشمول السياسي.
وأفغانستان عرضة حاليًا لأزمة إنسانية خطيرة ولتهديد أمني يتمثّل بأنشطة جماعات متطرفة وخصوصًا الهجمات الدامية التي يشنّها تنظيم الدولة الإسلامية- ولاية خراسان.
أجندات لكل الأطراف المشاركة
مراسل "العربي" في موسكو لفت إلى أن الجديد الوحيد في المؤتمر هو مشاركة حركة طالبان بصفتها الرسمية بوصفها حكومة أفغانستان.
وأشار إلى أن لعدم التوصل إلى نتائج في المؤتمر أسباب عدة، أبرزها أن لكل طرف من الأطراف المشاركة أجندة يريد تحقيقها من خلال هذا المؤتمر أو عبر أفغانستان تحديدًا.
واعتبر أن الهاجس الأكبر لروسيا هو الملف الأمني وما يتعلق بتسلل المسلحين التابعين لتنظيم الدولة، فيما هاجس الحكومة الموقتة لطالبان يتمثل بتوفير مساعدات إنسانية مباشرة للشعب الافغاني إضافة إلى فك التجميد عن الأموال الأفغانية في الخارج.