الأحد 10 نوفمبر / November 2024

ماكرون إلى موسكو ثم كييف.. سباق بين مساعي التهدئة وتدهور الأوضاع

ماكرون إلى موسكو ثم كييف.. سباق بين مساعي التهدئة وتدهور الأوضاع

شارك القصة

تقرير وفقرة تحليلية حول تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية والموقف الأميركي (الصورة: غيتي)
سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الإثنين لبحث آخر تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، ثم يتوجه إلى كييف.

تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرة أخرى أمس الأحد مع نظيره الأميركي جو بايدن في إطار مشاوراته عشية لقائه اليوم الإثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الروسية الأوكرانية، وفق ما أفاد قصر الإليزيه.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن الاتصال الهاتفي الذي استمر 40 دقيقة جزء من "منطق التنسيق" قبل زيارة الرئيس الفرنسي إلى موسكو ثم التوجه الثلاثاء إلى كييف حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

شروط خفض التصعيد

وأشار ماكرون إلى أنه "سيناقش شروط خفض التصعيد" على الحدود مع أوكرانيا حيث يتهم الغربيون موسكو بحشد عشرات الآلاف من الجنود لغزو محتمل، وهو ما تنفيه روسيا التي تؤكد أنها تريد فقط ضمان أمنها.

وكان الرئيس الفرنسي قد تحدث في نهاية الأسبوع مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ وزعماء دول البلطيق الثلاث الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا ورئيسا وزراء لاتفيا كريسجانيس كارينز واستونيا كايا كلاس.

كما تحدث ماكرون مع نظيره الأميركي الثلاثاء الماضي، وأكد الرئيسان حينها "دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها" وتعهدا بالبقاء "على اتصال وثيق" بشأن هذا الملف، بحسب البيت الأبيض.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية الأحد أنهما "اتفقا على التحدث مرة أخرى قريبًا". وقد صرح ماكرون لصحيفة "جي دي دي" الأسبوعية بخصوص اللقاء مع بوتين بأنه "علينا أن تكون واقعيين للغاية"، وأضاف: "لن نحصل على خطوات أحادية الجانب من روسيا لكن من الضروري تجنب تدهور الوضع قبل بناء آليات وخطوات ثقة متبادلة".

المسار الدبلوماسي قائم

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي: "إن روسيا قد تغزو أوكرانيا في غضون أيام أو أسابيع، لكن مسار الدبلوماسية لا يزال خيارًا للتعامل مع الأزمة الأوكرانية".

وأكّد سوليفان أن بلاده ستظل منخرطة مع روسيا والحلفاء في المسار الدبلوماسي خلال الأيام المقبلة.

ومن جهة أخرى، قالت الرئاسة الأوكرانية إن فرص الحل الدبلوماسي أكبر من احتمال التصعيد العسكري من روسيا.

الاستعدادات الروسية 

وجاءت هذه التصريحات رغم تقرير للمخابرات المركزية الأميركية أشار إلى تمركز القوات الروسية بكثافة قرب الحدود مع أوكرانيا. وأوضح التقرير الذي عُرض في اجتماع مغلق للكونغرس أن الاستعدادات الروسية وصلت إلى نحو 70%. وهي كافية لكي تغزو روسيا أوكرانيا.

ويقول التقرير: "إن مركبات برمائية رُصدت تغادر سواحل شمالي روسيا وتلتف حول بريطانيا قبل عبورها من مضيق جبل طارق باتجاه البحر الأسود".

خسائر محتملة

وحذّر مسؤولون أميركيون خلال الاجتماع المغلق من أن بمقدور بوتين إذا لجأ للخيار العسكري أن يحاصر كييف أو يسيطر عليها بسهولة".

وبموجب الاجتماع، أشار المسؤولون إلى أنه في حال الغزو سيكون عدد الضحايا المدنيين بين 25 ألفًا و 50 ألفًا، فضلًا عن الخسائر في صفوف الجيش الأوكراني التي قد تصل إلى ما بين 5 آلاف إلى 25 ألفًا. أمّا الجيش الروسي، فيشير الخبراء إلى احتمال سقوط ما بين ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف جندي في صفوفه.

ترجيح الحل السياسي 

وفي هذا الإطار، أكّد المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية حازم غبرا أن الحل السياسي والدبلوماسي يبقى الأقرب في واشنطن. لكنه اعتبر أنه لا يوجد حل سياسي إذا لم تفهم موسكو أن الحرب على أوكرانيا لن تكون سهلة ولن تنجح بها بشكل سهل.

وقال في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "إن التمركز العسكري والدعم لأوكرانيا هو عمليًا جزء من الحل السياسي في نهاية المطاف"، مشيرًا إلى أن تصريحات سوليفان كانت واضحة جدًا.

واعتبر غبرا أن طبيعة المشاركة الأميركية لدعم أوكرانيا في حال حدوث الغزو ليست واضحة بعد، لكنه رأى أنها ستكون موازية للهجوم الروسي. 

ويعوّل الغرب ليس فقط على الجيش الأوكراني بل على الشعب الأوكراني باعتباره قوة دفاعية ضد أي غزو محتمل، بحسب غبرا الذي قال: "يستعد الشعب الأوكراني لمعركة، وتطفو عبارة حرب الشتاء في إشارة إلى الحرب التي جرت في الثلاثينيات حيث استطاع الجيش الأوكراني الصمود بوجه الجيش الروسي".

كما رأى غبرا أن موسكو أخطأت في مقاربتها. وقال: "لو جاءت روسيا إلى أوكرانيا بحزمة اقتصادية لمحاولة ثنيها عن الدخول في حلف الناتو لكان الأمر مقبولًا دوليًا بشكل واضح". وأشار إلى أن "أوكرانيا دولة مستقلة والتصرف الروسي سابقة خطيرة لا نريد أن تحدث أو تتكرر".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close