الجمعة 20 Sep / September 2024

أوكرانيا تعول على "الدبلوماسية".. واشنطن "لا تهدف" إلى إشعال حرب

أوكرانيا تعول على "الدبلوماسية".. واشنطن "لا تهدف" إلى إشعال حرب

شارك القصة

مراسل "العربي" يرصد في تقرير خاص تجهيز المناطق الحدودية في أوكرانيا الملاجئ استعدادًا لحرب محتملة مع روسيا (الصورة: غيتي)
قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن "الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا".

أكدت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، أن الهدف من إرسال قواتها ليس "إشعال" حرب مع روسيا، بعدما نشرت ثلاثة آلاف جندي إضافي في ألمانيا وأوروبا الشرقية في ظل الخلاف مع موسكو بشأن أوكرانيا التي يتهدّدها غزو محتمل من موسكو.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لشبكة "فوكس نيوز" إن "الرئيس كان واضحًا مدى أشهر أن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا".

وأضاف "أرسلنا قوات إلى أوروبا للدفاع عن أراضي دول منضوية في حلف شمال الأطلسي".

وشدّد على أن "تصعيدًا عسكريًا واجتياحًا لأوكرانيا قد يحصل في أي وقت"، قائلًا: "نعتقد أن الروس نشروا إمكانات لشن عملية عسكرية كبرى في أوكرانيا، وكنا نعمل جاهدين لتحضير رد".

ولفت مستشار الأمن القومي الأميركي، إلى إن "الرئيس بايدن جمع حلفاءنا. لقد عزز وطمأن شركاءنا على الضفة الشرقية وقدم معدات لدعم الأوكرانيين وعرض على الروس سبيلًا دبلوماسيًا".

في غضون ذلك، شدّدت أوكرانيا، اليوم الأحد، على أن فرص وضع حد للتوتر المتصاعد مع روسيا عبر الدبلوماسية تبقى أكبر من فرص حصول هجوم.

وسبق أن حذر مسؤولون أميركيون، من أن الكرملين نشر 110 آلاف عنصر على الحدود مع اوكرانيا، لكن التقارير الاستخباراتية لم تحدد بعد ما اذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصممًا فعليًا على اجتياح البلاد.

وتنفي روسيا التخطيط للقيام بتوغل في أوكرانيا.

"حل دبلوماسي"

وفي سياق متصل، اعتبر ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، اليوم الأحد، أنّ فرص إيجاد "حل دبلوماسي" للأزمة مع روسيا "أكبر بكثير" من مخاطر "تصعيد" عسكري، وذلك بعد تحذيرات الاستخبارات الأميركية التي أكدت أن موسكو كثفت استعداداتها لغزو أوكرانيا على نطاق واسع.

وأضاف في بيان، أن "حشد الجيش الروسي على نحو كبير قرب حدودنا يتواصل منذ الربيع الماضي"، مضيفًا أن "لممارسة ضغط نفسي كبير"، تنفذ روسيا "مناوبات واسعة النطاق" ومناورات وتحريك معدات عسكرية.

وقال إن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين يجب أن "يكونوا مستعدين دائمًا لكل السيناريوهات ونحن نؤدي هذه المهمة بنسبة 100 بالمئة".

وفي سياق ذلك، أظهرت صور جرى التقاطها عبر الأقمار اصطناعية ونشرتها شركة أمريكية خاصة، اليوم الأحد، تفاصيل مناورات عسكرية على حدود روسيا البيضاء مع أوكرانيا قبل التدريبات المشتركة التي أعلنتها موسكو ومينسك والتي وصفها حلف شمال الأطلسي بأنها أكبر انتشار في بيلاروسيا منذ الحرب الباردة.

وقالت موسكو ومينسك إنهما ستجريان تدريبات مشتركة في الفترة بين العاشر والعشرين من فبراير/ شباط الجاري، بهدف التدريب على التصدي لهجوم على الحدود الجنوبية لتحالفهما. وقدمت روسيا بعض التفاصيل عن الصواريخ والطائرات الحربية التي ستشارك في هذه التدريبات.

تجهيزات روسية

وأظهرت الصور من شركة ماكسار تكنولوجيز، ومقرها الولايات المتحدة، أن وحدات عسكرية مسلحة بالصواريخ وقاذفات صواريخ متعددة وطائرات هجومية انتشرت في بيلاروسيا في ثلاثة مواقع قريبة من الحدود مع أوكرانيا.

وقالت شركة ماكسار تكنولوجيز إنها جمعت صورًا لمعدات عسكرية بالقرب من يلسك وريشيتسا ولونينتس في الرابع من فبراير شباط الجاري. وتقع جميع المواقع على بعد حوالي 50 كيلومترًا من الحدود الأوكرانية.

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية ما قالت شركة ماكسار تكنولوجيز إنه 15 طائرة سوخوي-25 هجومية ومنظومة إس-400 للدفاع الجوي في مطار لونينتس وصواريخ إس.إس26 إسكندر وقاذفات صواريخ متعددة بالقرب من يلسك.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس السبت، إنها أرسلت منظومة صواريخ إس-400 وطائرات حربية من طراز سوخوي-25 للمشاركة في التدريبات.

قبل التدريبات، زار وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، يوم الخميس الماضي، ساحة لإطلاق النار في غرب بيلاروسيا.

وقدّرت الاستخبارات الأميركية من جهتها أن روسيا بات لديها فعليا 70% من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويمكن أن يكون لديها القدرة الكافية أي 150 ألف جندي لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاستخبارات الأميركية، لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل.

وحذر المسؤولون بأنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكانه قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.

وحذروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة إذ قد يسبب مقتل ما بين 25 وخمسين ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي.

 كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق ما بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصًا إلى بولندا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close