أُصيب نادر البحيصي، وهو رجل إسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني، بصدمة كبيرة حينما تفاجأ باستشهاد طفله في دير البلح، جرّاء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكانت عدسات الكاميرا قد التقطت لحظة إبلاغ مسعف من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بخبر استشهاد ابنه نتيجة الغارات الإسرائيلية على القطاع.
وكتب نادر البحيصي في منشور له على فيسبوك: "رايح أسعف الناس ألاقيك شهيد يا بابا، الله يصبرني على فراقك يا حمزة".
بدوره، قال الهلال الأحمر الفلسطيني في منشور عبر منصة "إكس" أُرفق بالفيديو: "يمثل إحدى أصعب اللحظات التي يواجهها ضباط الإسعاف، حيث ودّع البحيصي ابنه حمزة بطريقة مؤلمة للغاية، نتقدم بأحرّ التعازي وصادق المواساة للضابط نادر البحيصي وعائلته في هذا الوقت الصعب".
ويعد خبر استشهاد أحد أفراد العائلة أو إصابتهم، أثناء أداء الواجب المهني، إحدى أصعب اللحظات التي يواجهها ضباط الإسعاف والأطباء في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر 2023.
وبينما أوشك العدوان على قطاع غزة على إنهاء شهره الرابع، لا تزال آلة الحرب الإسرائيلية تواصل ارتكاب ما يسهل وصفه بأنه جرائم حرب وإبادة جماعية، وهذه المرة تحت أنظار العالم أجمع، وتوثق هذه الجرائم عدسات المصورين.
"عمل عظيم"
وإثر انتشار المقطع المصور، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع مشهد الأب المكلوم، إذ قال عبد الله: "المسعفون ورجال الإنقاذ المدني والإطفاء يقومون بعمل عظيم يوازي ويكافئ عمل المقاومين المقاتلين على الأرض".
من جانبه، كتب عدنان: "أنا بها الحرب أسعفت كتير أطفال، بس انت ما لحقتك يابا، في غزة مسعف لم يستطع إسعاف ولده".
واليوم الجمعة، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 27 ألفًا و131 شهيدًا و66 ألفًا و287 مصابًا" منذ 7 أكتوبر 2023، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية.
وأوضحت الوزارة أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 112 شهيدًا و148 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وأشارت إلى أن "عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات؛ يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم".