ينشغل العالم بحملات التلقيح ضد فيروس كوفيد 19، وتسعى الحكومات لتوعية شعوبها على أهمية أخذ اللقاح أملاً بتحقيق مناعة مجتمعية تمكن العالم من العودة إلى الحياة الطبيعية، لكن الإعلان عن حالات إصابة بعدوى كوفيد بعد تلقي اللقاح تطرح علامة استفهام حول مدى فعالية هذه اللقاحات.
يوضح غسان الأعور، الطبيب المتخصص في الأمراض الجرثومية، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أن حالات أفراد أصيبوا بعد تلقي جرعة اللقاح المضاد لكورونا هي نادرة ومن ضمنها الحالات الأربع التي أُعلن عنها في الولايات المتحدة.
ويفسر الأعور ذلك بإمكانية وجود بعض السلالات المتحورة التي تسمح بنقل العدوى بين الأشخاص، ويمكن أن تظهر بشكل نادر لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس قبل ذلك. ويذكر أن فعالية اللقاحات المعلن عنها هي 95% أي أن 5% من الأشخاص قد لا يكوّنون مناعة جيدة رغم تلقي اللقاح.
وأثبتت الدراسات التي نشرت حول حدوث عدوى من بعد التلقيح أن العدوى عادة ما تكون إمّا دون أعراض أو مع أعراض خفيفة جداً. ووفقاً للأعور، يعني ذلك أن تأثير اللقاح موجود وإن لم يمنع الإصابة فهو يحمي من العدوى الشديدة والحاجة لدخول المستشفى ويخفف حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالفيروس.
كما تحمي اللقاحات المطورة حاليًا من الإصابة بالسلالات الجديدة المتحورة بنسبة معيّنة. فقد ثبت أنّ هذه اللقاحات تحمي من الإصابة بالسلالة البريطانية بنسبة أقل بـ 10% فقط. وتقلّ فعالية اللقاح على السلالة الجنوب إفريقية، وفقًا للأعور. ويقول: "رغم ذلك فإن معظم الحالات التي رُصدت في جنوب إفريقيا لم تتطور إلى حالات مرضية قوية".
ويلفت الأعور إلى تحضير دراسات ميدانية لفعالية اللقاح على السلالة البرازيلية لكوفيد-19.
ويُتوقع أن تستمر المناعة بعد تلقي اللقاح أكثر من المناعة التي يكتسبها الفرد بعد الإصابة والتي تصل إلى ستة أشهر. ويعود ذلك لاحتواء اللقاح على مواد محفزة للجهاز المناعي، وفقاً للأعور.
ويخلص إلى أنّ عدم الاطّلاع على تفاصيل الدراسات التي اعتمدت لتأكيد فعالية اللقاحات المتوافرة في الأسواق تجعل من الصعب اختيار الأفضل بينها، لا سيما أن جميعها فعّالة وآمنة بنسبة عالية جداً.
