الجمعة 20 Sep / September 2024

ما نعرفه عن منفّذ اقتحام الكابيتول.. "مريض عقلي" موالٍ لجمعية دينية "متشدّدة"

ما نعرفه عن منفّذ اقتحام الكابيتول.. "مريض عقلي" موالٍ لجمعية دينية "متشدّدة"

شارك القصة

محققون فيدراليون أميركيون في موقع اقتحام الكابيتول في واشنطن (غيتي) وفي الإطار صورة لمنفذ الهجوم نوح غرين (تويتر)
محققون فيدراليون أميركيون في موقع اقتحام الكابيتول في واشنطن (غيتي) وفي الإطار صورة لمنفذ الهجوم نوح غرين (تويتر)
ذكرت العائلة أن المشتبه به كان رياضيًا هادئًا ومرحًا، لكن تصرّفاته الأخيرة أثارت قلقها؛ إذ بدا وكأنه ينهار عقليًا في السنوات الماضية.

كشفت وسائل إعلام أميركية أن منفّذ عملية الدهس أمام الكابيتول، أمس الجمعة، يُدعى نوح غرين (Noah Green) من ولاية إنديانا، وأنه من أتباع جماعة "أمة الإسلام"، فيما ذكر أفراد من عائلة المتّهم بأنه يُعاني من الاضطرابات العقلية والـ"بارانويا".

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، يبلغ غرين 25 عامًا، وهو من ولاية إنديانا، له 7 شقيقات وشقيقَين.

وفي رسالته الأخيرة لشقيقه بريندان، زميله في السكن، كتب نوح: "أنا آسف لكنني سأذهب. شكرًا لك على كل ما قمت به. كنت أتطلّع لأكون مثلك منذ الصغر، لقد ألهمتني كثيرًا".

وبعد 24 ساعة، اقتحم غرين بسيارة نقطة أمنية أمام مبنى الكابيتول، ملوّحًا بسكين، بعد أن دهس عناصر الشرطة الموجودة في المكان، قبل أن تُرديه الشرطة قتيلًا.

وقُتل في الحادث شرطي وأصيب آخر.

وقال بريندان للصحيفة: إن شقيقه كان رياضيًا، هادئًا ومرِحًا، لكن تصرّفاته الأخيرة أثارت قلق العائلة، مضيفًا أن شقيقه بدا وكأنه ينهار عقليًا في السنوات العديدة الماضية: "أخبرني أنه يعاني من هلوسة وخفقان في القلب وصداع وأفكار انتحارية، وأن زملاءه في السكن دفعوه إلى الإدمان على المهدئات".

وشرح بريندان أن غرين سبق وقام برمي نفسه أمام سيارة، وأصيب بجروح بالغة لدرجة أنه خضع لعملية جراحية في المستشفى، وأنه في إحدى المرات ادعى أن شقته تتعرّض للاقتحام.

وقبل أسبوعين من اقتحامه الكابيتول، اتصل نوح بشقيقه طالبًا المساعدة. "كان يبكي ويقول إنه في حالة سيئة جدًا، وأنه طلب الانتقال للعيش مع بريندان، فالتزم الأخ بذلك".

ووفقًا لشبكة "سي أن أن"، فإن حالة "البارانويا" التي يُعاني منها نوح غرين دفعته للاعتقاد بأن "الحكومة الفيدرالية كانت تستهدفه بالسيطرة على عقله"، مضيفة أنه قبل الحادث بساعات كتب على صفحته في "أنستغرام" أن "الحكومة الأميركية هي العدو الأول للسود".

وكشفت قناة "فوكس 59" أن نوح غرين قدّم التماسًا في محكمة مقاطعة ماريون في إنديانا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لتغيير اسمه من نوح ريكاردو غرين إلى نوح زعيم محمد.

صراعات وتوجيه روحي

في 17 مارس/ آذار،  نشر نوح غرين منشورًا على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، التي تم حذفها بعد الهجوم مباشرة، عن صراعاته الشخصية، خاصّة أثناء تفشي فيروس كورونا.

وكتب: "كانت السنوات القليلة الماضية صعبة، وكانت الأشهر القليلة الماضية أكثر صعوبة، لقد تعرّضت لبعض من أكثر الاختبارات التي لا يمكن تصورها في حياتي. أنا الآن عاطل عن العمل، بعد أن تركت وظيفتي، جزئيًا بسبب الألم، بحثًا عن التوجيه الروحي".

وتُشير صفحته على فيسبوك أنه من أتباع لويس فرقان، زعيم "أمة الإسلام" (نايشن أوف إسلام)، الذي اتهم بالترويج مرارًا لمعاداة السامية ومعاداة البيض، كما تحدّث عن "نهاية الزمان".

وفي 17 مارس، نشر صورة تبرّع قدّمه إلى فرع لجماعة أمة الإسلام في نورفولك بولاية فيرجينيا، إلى جانب مقطع فيديو لخطاب فرقان بعنوان "الدمار الإلهي لأميركا".

وكتب أحد الناشطين على تويتر، أنه استطاع إلقاء نظرة على صفحة المتهم بتنفيذ الهجوم على فيسبوك قبل حذفها، وأنه أطلق على نفسه اسم "نوح إكس"، وأن العديد من منشوراته كانت ذات طابع ديني متشدّد.

وتمّ التعرف على المشتبه به، من قبل اثنين من مسؤولي إنفاذ القانون ومسؤول في الكونغرس.

اقتحام غير متربط بالإرهاب

وكانت لقطات تلفزيونية أظهرت اصطدام سيارة زرقاء بنقطة تفتيش من جهة مجلس الشيوخ، فيما طوّقت الشرطة عدة طرق محيطة بمقر الكونغرس، "بسبب تهديد خارجي".

واتخذ عناصر من الحرس الوطني مواقع بالقرب من نقاط تفتيش للشرطة تقطع الطريق إلى الكونغرس. وهبطت طوّافة في ساحة أمام الكابيتول قبل أن تحمل نقالات على متنها.

وقالت رئيسة شرطة الكابيتول يوغاناندا بيتمان في مؤتمر صحافي: إنّ "المشتبه به صدم اثنين من عناصرنا بسيارته"، قبل اصطدامه بحاجز، موضحة أنه "إثر ذلك، نزل من السيارة وبيده سكين، وبدأ بالسير باتجاه عناصر شرطة الكابيتول"، وبعد ذلك "أطلقوا النار" عليه.

وأضافت بيتمان أنّ أحد العنصرين المصابين "توفي" متأثرًا بجروحه، معلنة مقتل المشتبه به.

بدوره، رجّح قائد شرطة مقاطعة كولومبيا روبرت كونتي أن لا يكون الحادث "مرتبطًا بالإرهاب". كما كشفت شرطة الكابيتول أن المشتبه به "ليس معروفًا لدى الشرطة، وهو ليس مسجلًا على لوائح المشتبه بهم لديها".

ورفعت الشرطة حالة التأهب بعد الظهر، بينما أبقت على طوق أمني حول مسرح "الجريمة"، مؤكدة أن "التحقيق مستمر".

تنكيس الأعلام على مبنى الكابيتول.
تنكيس الأعلام على مبنى الكابيتول. (غيتي)

تنكيس أعلام على مبنى الكابيتول

وأعرب الرئيس جو بايدن والسيدة الأولى عن حزنهما الشديد بسبب الهجوم "العنيف"، وأعطى أوامره بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض.

كما أشادت نائبة الرئيس كامالا هاريس بشجاعة العناصر "الذين يحمون مبنى الكابيتول، خاصة في هذا الوقت العصيب".

وأمرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بتنكيس الأعلام تكريمًا للشرطي الذي قُتِل. وقالت: "اليوم، مرة أخرى، خاطَرَ هؤلاء الأبطال بحياتهم لحماية مبنى الكابيتول وبلدنا، بالتفاني نفسه والاستعداد للخدمة اللذَين شهدناهما في 6 يناير/ كانون الثاني"، في اشارة إلى اقتحام الكابيتول من قبل مؤيدين للرئيس السابق دونالد ترامب.

بدوره، قال زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: "مرة أخرى، تعرض عناصر شرطة الكابيتول الشجعان لهجوم عنيف أثناء قيامهم بعملهم".

ويخضع مبنى الكونغرس لإجراءات أمنية مشدّدة منذ اقتحامه في 6 يناير، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، واعتقال أكثر من 300 شخص حتى الآن على خلفية المشاركة فيه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، صحافة أجنبية، وكالات
Close