وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم السبت، محادثات نادرة أجراها مع نظيره الصيني وانغ يي على هامش اجتماعات وزراء خارجية مجموعة قمة العشرين في بالي الإندونيسية، بالـ"بناءة"، لكنه عبّر عن مخاوف إزاء قضايا من بينها تايوان.
وأكد عقب محادثات استمرت خمس ساعات أنه "رغم تعقيدات علاقاتنا، يمكنني القول بدرجة من الثقة إن وفودنا تجد محادثات اليوم مفيدة وصريحة وبناءة"، مشيرًا إلى أنه أعرب لنظيره الصيني عن مخاوف إزاء قضايا من بينها تايوان وهونغ كونغ وحقوق الإنسان وأوكرانيا.
وأوضح أنه "عبر عن مخاوف الولايات المتحدة العميقة إزاء تصاعد اللهجة المستفزة لبكين وأنشطتها تجاه تايوان، والأهمية الكبيرة للحفاظ على السلام والاستقرار على جانبي مضيق تايوان".
كما دعا الصين إلى النأي بنفسها عن روسيا، في وقت انتقدت فيه الدول الغربية خلال محادثات مجموعة العشرين في بالي، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مباشرة على خلفية الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأكد بلينكن أنه قال لوانغ إنها "اللحظة التي نحتاج فيها جميًعا إلى النهوض كما فعلت دول مجموعة العشرين الواحدة تلو الأخرى، لإدانة العدوان والمطالبة، من بين أمور أخرى، بأن تسمح روسيا بالوصول إلى الغذاء العالق في أوكرانيا".
وقال مسؤول غربي إن بلينكن خاطب نظيره الروسي في محادثات مغلقة لمجموعة العشرين مطالبًا فيها موسكو بالسماح بشحن الحبوب من أوكرانيا.
وأضاف أنه لا يرى أي "إشارة" إلى تعاون من جانب روسيا بعد أن واجهت سيلًا من الانتقادات في محادثات مجموعة العشرين قبل يوم.
وكان لافروف قد استنكر بدوره كيفية "تحوّلت" الاجتماعات إلى انتقادات ضد بلادهـ بدلاً من مناقشة المشاكل الاقتصادية، مؤكدًا استعداد روسيا للتفاوض مع أوكرانيا وتركيا بشأن تصدير الحبوب.
قمة مجموعة العشرين.. انتقادات واسعة لسياسة #روسيا بسبب أزمة الغذاء العالمية#أوكرانيا pic.twitter.com/5C492or8Vk
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 9, 2022
"رهاب الصين"
من جهته، أبلغ وزير الخارجية الصيني نظيره الأميركي اليوم السبت، بأن العلاقات بين بلديهما مهددة "بالانحراف" أكثر عن مسارها بسبب قصور في نظرة الولايات المتحدة للصين.
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله في بيان إنه: عقب اجتماعه مع بلينكن "يعتقد كثير من الناس أن الولايات المتحدة تعاني من نوبة خطيرة ومتنامية من رهاب الصين".
وتابع وانغ أنه يتعين على واشنطن أن تلغي التعريفات الجمركية الإضافية المفروضة على بكين في أقرب وقت ممكن، وأن تكف عن فرض عقوبات أحادية الجانب على الشركات الصينية، وذلك في المباحثات التي وصفها البيان بأنها كانت "متعمقة" و "صريحة".
وقال وانغ إنه بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الجانب الأميركي توخي الحذر في أقواله وأفعاله في ما يتعلق بتايوان، ويجب ألا يرسل أي إشارات خاطئة للقوى المؤيدة "لاستقلال تايوان". كما ذكر البيان أن الجانبين تبادلا أيضًا وجهات النظر حول "قضية أوكرانيا"، من دون ذكر تفاصيل.
وأمس الجمعة، اختُتمت دورة مجموعة العشرين التي خيّم عليها التوتر، من دون التوصل إلى بيان موحد بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا، في وقت دعت إندونيسيا إلى ضرورة إنهاء هذا النزاع.
