الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

مباحثات تركية ليبية في طرابلس.. هل "تتنازل" أنقرة عن دورها المحوري؟

مباحثات تركية ليبية في طرابلس.. هل "تتنازل" أنقرة عن دورها المحوري؟

شارك القصة

تبدو الرسالة التركية خلف زيارة تشاووش أوغلو واضحة: لا تنازل عن الدور المحوري لأنقرة، سياسيًا أم عسكريًا، إلا بالاتفاق المباشر مع حكومة الوحدة الليبية".

التقى رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في العاصمة الليبية طرابلس.

وكان تشاووش أوغلو قد وصل إلى طرابلس على رأس وفد يضم وزير الدفاع خلوصي آكار، ورئيس الأركان يشار غولر، في زيارة يلتقي خلالها كبار المسؤولين الليبيين.

وأوضج تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش أنّ الزيارة تهدف إلى تجديد الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الليبية والمجلس الرئاسي، وتأكيد الالتزام بجميع الاتفاقيات التي تمّ توقيعها.

رسالة تركية واضحة لا لبس فيها

وتبدو الرسالة التركية خلف الزيارة واضحة ولا لبس فيها، ومفادها بأنّه "لا تنازل عن الدور المحوري لأنقرة، سياسيًا كان أم عسكريًا، إلا بالاتفاق المباشر مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية".

وانطلاقًا من ذلك، لن تغيب أحداث بنغازي الأخيرة، فضلًا عن تجاذبات النفوذ في ليبيا وقوننة الوجود العسكري التركي، والالتزام بالاتفاقات القديمة عن جدول أعمال الزيارة.

وتأتي الزيارة أيضًا في سياق حراك تخوضه حكومة الوحدة الوطنية الليبية خوفًا من احتمال انزلاق الأوضاع الأمنية بنار تحت رماد حادثة مطار معيتيقة الشهيرة.

ويدرك الجانب الليبي أهمية الشراكة التركية ولزوم استمرارها في رحلته المحفوفة بالمخاطر إلى بنغازي وسرت، مناطق نفوذ اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

نجلاء المنقوش "تتحدث باسم حفتر وصالح"

لكنّ الأكاديمي والباحث السياسي الليبي فرج دردور يتحدّث عن مخاوف، كما يعبّر عن "تحفّظات" على بعض ما أدلت به "وزيرة المحاصصة"، على حدّ وصفه، في مؤتمرها الصحافي المشترك مع تشاووش أوغلو.

ويرى دردور، في حديث إلى "العربي"، أنّ وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش "ساوت بين القوات التركية التي أتت بإرادة شرعية وللدفاع عن طرابلس وليس للهجوم على بنغازي بالمرتزقة الذين جلبهم حفتر".

وإذ يعتبر أنّ "الانقسام ما زال يطلّ بظلاله على الليبيين"، يشير إلى أنّ "المنقوش تتحدث باسم حفتر وعقيلة صالح"، ويعرب عن خشيته من تطور الأمر "لإلغاء الاتفاقات مع تركيا التي فيها فائدة لليبيا أكثر من تركيا".

ويشدّد على أنّ تركيا حريصة على أن تكون علاقاتها مع ليبيا مستمرة، مشيرًا إلى أنّ العلاقة بين تركيا وليبيا ليست وليدة الأحداث التي جرت في طرابلس، وإنما هي قديمة جدًا.

مصر "لا تدعم الاستقرار" في الشرق الليبي

وإذ يقرّ بوجود دول "تبحث عن دور" لها في ليبيا، يرى أنّ بعضها إمّا يبحث عن مصالح شخصية، أو يسعى لمناكفات مع ليبيا، قائلًا: "تجارتنا وصناعتنا ومعمارنا كله يتمّ عبر تركيا أولاً لقربها منّا".

أما مصر، فيلفت دردور إلى أنّ المحكّ الأساسيّ للعلاقة بينها وبين ليبيا هي دورها في إنهاء التمرد في المنطقة الشرقية، التي يقول إنّها لا تزال تعيش "نوعًا من التمرد" من جانب حفتر وصالح.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ موقف مصر لا يدعم الاستقرار في المنطقة الشرقية، مشدّدة على وجوب أن تضغط القاهرة على "حلفائها" في هذا السياق.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close