شهد قطاع غزة يومًا جديدًا من القصف والغارات الإسرائيلية التي حصدت المزيد من الشهداء. وقد ارتفع عددهم ليبلغ نحو 19 ألفًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ففي اليوم الـ73 على بداية العدوان على القطاع شنت طائرات إسرائيلية غارات عنيفة على المناطق الشمالية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بينما استهدف قصف مدفعي كثيف كافة مناطق المدينة، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر صحية إن أكثر من 100 شخص استشهدوا في مجازر الاحتلال في جباليا، ومثلهم تحت الأنقاض، إلى جانب 20 مصابًا على الأقل.
كما أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن 12 شخصًا أغلبهم من الأطفال استشهدوا في استهداف مدخل مستشفى الشفاء ومبنى الجراحة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "الاحتلال هدم أكثر من 52 ألف وحدة سكنية في غزة بشكل كلي منذ بدء العدوان"، مشيرًا إلى رصد "227 ألف حالة إصابة بأمراض معدية بسبب النزوح".
مساعدات جديدة تدخل القطاع
ويفاقم استمرار الحرب من المعاناة الإنسانية والحاجة للمساعدات، وقد أفاد مراسل "العربي" بدخول 24 شاحنة تحمل مساعدات من معبر كرم أبو سالم لأول مرة منذ بدء العدوان على غزة.
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الإثنين، إن عدد الشاحنات التي دخلت معبر رفح واستلمتها بلغ 4301، في الفترة بين 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، و16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأوضحت أن "الشاحنات تحتوي على طعام وماء ومساعدات إغاثية، ومستلزمات طبية وأدوية".
وتستمر المنظمات بالتنديد بما يجري في غزة، حيث أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن استخدام الحكومة الإسرائيلية "تجويع" المدنيين كسلاح في قطاع غزة، بمثابة "جريمة حرب".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الاثنين، إن "الإفلات من العقاب سائد بقوة في حرب قطاع غزة، وقد تكون هناك حاجة لإنشاء محكمة خاصة للمساءلة".
ارتفاع أعداد قتلى الجيش الإسرائيلي
وفي موازاة مشاهد القتل والدمار، باتت شوارع القطاع ساحة لمعارك ضارية بين عناصر المقاومة وعناصر الجيش الإسرائيلي.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، عن مقتل ضابطين في معارك بجنوب قطاع غزة، لترتفع حصيلة قتلاه لهذا اليوم إلى 7، والحصيلة الكلية منذ بداية الحرب إلى 461 قتيلًا حسب ادعاءات الاحتلال.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيانات متفرقة، الإثنين، إصابة 17 ضابطًا وجنديًا في المعارك التي يواجهها بقطاع غزة، خلال الساعات الـ 24 الماضية.
القسام تستهدف آليات عسكرية إسرائيلية
وفي المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أوقعت قتلى وجرحى في استهداف جنود وآليات عسكرية إسرائيلية شمال قطاع غزة وجنوبه.
وقالت "القسام"، في بيانات متوالية عبر منصة "تلغرام"، إن مقاتليها تمكنوا من "استهداف جيب صهيوني من نوع همر بصاروخ "كورنيت" مضاد للدروع شمال شرق بيت لاهيا (شمال القطاع)". وأضافت أنها دمرت "دبابة ميركفاه إسرائيلية بقذيفة تاندوم شرق بيت لاهيا".
كما استهدف مقاتلو القسام سيارة عسكرية للاحتلال بصاروخ مضاد للدروع شمالي قطاع غزة أصابها بشكل مباشر. وأفادت القسام باستهداف دبابة إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" في خانيونس جنوب القطاع.
وبثت الكتائب الإثنين مقطعًا مصورًا حمل عنوان "لا تتركونا نشيخ" يظهر ثلاثة إسرائيليين مسنين أحياء، من ضمن الأسرى الذين تحتجزهم في قطاع غزة جالسين على كراس ويوجه أحدهم رسالة الى السلطات الإسرائيلية مطالبًا إياها بالقيام بما يلزم لضمان الإفراج عنهم.
حماس منفتحة على التهدئة
وفي الشق الدبلوماسي، كرر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان اليوم الاثنين موقف الحركة بأن أي مفاوضات حول تبادل الأسرى غير مطروحة على الطاولة حتى يوقف الاحتلال عدوانه على غزة.
وقال حمدان في مؤتمر صحافي في بيروت: "حماس منفتحة على أي مبادرة للتهدئة من قطر ومصر لوقف العدوان".
من جهته، أكد وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن "إسرائيل لن تسيطر على غزة بأي طريقة مدنية".
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي لويد أوستن الذي زار تل أبيب: "نركز على اغتيال قيادات حماس في جنوب غزة".
كما أكد أوستن أن "عدم الاستقرار وانعدام الأمن يصب في مصلحة حركة حماس"، معتبرًا أنه يجب المضي قدمًا للوصول إلى حل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
واعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن "الحرب في قطاع غزة تشكل تهديدًا للأمن القومي المصري".
كما توالت الانتقادات الأوروبية لاستهداف مدنيين في غزة، حيث وصفت بريطانيا الأنباء عن استشهاد مدنيين لجأوا إلى كنيسة "العائلة المقدسة" في غزة وإصابة آخرين بأنها "مروعة".
وانتقد نواب يساريون في العاصمة الفرنسية باريس، الإثنين، تل أبيب على خلفية مقتل موظف في وزارة الخارجية الفرنسية خلال قصف في قطاع غزة، وطالبوا بفرض عقوبات على إسرائيل.
