أثار صمود مبنى مكتب المهندسين في كهرمان مرعش العديد من التساؤلات بعدما بقي في وجه الزلزال الأخير في حين سقطت كل المباني المجاورة.
وليس بالضرورة أن يكون الأمر مؤشرًا على تلاعب المقاولين في المباني القريبة لكنه فتح نقاشًا حول مدى احترام قواعد البناء.
ويقول مخطط المدن أيوب جندل أرسوي لـ"العربي": "كما نعلم فإن بلادنا تقع على خط زلزالي لذلك فإن من الضروري الالتزام بالتشريعات والمعايير، فنوع التربة والحمولة وكمية المواد من الأسمنت والحديد تختلف من مكان إلى آخر والإخلال بواحدة منها قد يؤدي لعدم مقاومة الزلزال".
وقد شرعت السلطات، بموجب قانون الطوارئ، باعتقال عدد كبير من المقاولين المشتبه بهم وبدأ الإدعاء العام بالتحقيق معهم.
انهيار 30 سنة من الاغتراب
ومن بين المنكوبين رجل لم يكن يعلم أنه حين اشترى شقة حديثة بعد غربة طويلة خارج تركيا، أنه كان يوقع في اتفاقية الشراء على ملكية نعش في الطابق الثاني في حين ذهبت كل مدخراته مقابل حفنة من التراب.
ويقول: "عملت 30 عامًا خارج تركيا من أجل شراء بيت قبل سنوات طويلة، ذهب كل شيء والآن أعيش في خيمة عند أحد أقاربي".
بعد انهيار مجمعه السكني في #هاتاي جراء الزلزال.. إلقاء القبض على متعهد البناء حسين يالتشين كوشكون أثناء محاولته الهرب خارج #تركيا #زلزال_ترکیا_وسوريا pic.twitter.com/HKDyVDzlc1
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 11, 2023
وسقطت البيوت من دون سابق انذار وعلقت سنوات قبل الفاجعة على بقايا الجدران. رقصة فرح لم تطل حين خذلها البنيان. وبانتظار نتائج التحقيق سيظل الناجون يفتشون عن أؤلئك الذين جمعوا أموالًا طائلة على حساب عظام الأطفال في بلاد صمدت فيها شواهد الموات وانهار حولها كل شيء.