افتتح أحد المعالم الأكثر شهرة في البندقية أبوابه لأول مرة منذ 500 عام بعد مشروع ترميم قام به مهندس معماري بريطاني، ليكشف النقاب عن الهندسة المعمارية التي تعود إلى عصر النهضة.
ويعد مبنى بروكوراتي فيتشي (Procuratie Vecchie) في ميدان سان ماركو واحدا من أكثر واجهات المدينة الإيطالية شهرة.
ولكن على الرغم من تصويره من قبل ملايين السياح الذين يزورون المدينة العائمة كل عام، إلا أن تصميماته الداخلية بقيت مغلقة أمام الجمهور لعدة قرون.
مشروع تجديد المبنى
ويقود ديفيد تشيبرفيلد مشروع تجديد المبنى الذي يبلغ طوله 150 ياردة وسيرحب بالسياح اعتبارًا من أبريل/ نيسان المقبل، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وسيتم تحويل الموقع المهجور جزئيًا إلى مركز معارض عالي التقنية مع سلالم جديدة وعوارض خشبية تعود إلى عصر النهضة.
كما ستثبت مكاتب للشركات الناشئة التي يديرها اللاجئون، ومساحات للجمعيات الخيرية الإنسانية، ومقهى وقاعة احتفالات.
والمشروع هو مبادرة من شركة التأمين الإيطالية "جينيرالي"، والتي جعلت مقرها الإيطالي في المبنى منذ عام 1832.
ويشمل الترميم 11000 متر مربع على أربعة طوابق دون المساس بواجهة المبنى. وقال تشيبرفيلد، الذي قاد أيضًا إعادة بناء متحف Neues في برلين، لصحيفة "التايمز": "كان هذا عالمًا خاصًا ويسعدني تحويله إلى مكان عام".
أهمية تاريخية
واحتل المبنى تسعة وكلاء في البندقية، ينتمون إلى أغنى عائلات المدينة، عاشوا وعملوا في بروكوراتي واعتنوا بالبازيليكا وقدموا المساعدة الخيرية للفقراء وأداروا إرادات السكان، وكانوا يمثلون نخبة مجتمع البندقية.
وقال ألبرتو تورسيلو، مدير موقع المبنى: "لقد كانوا جزءًا من تلك السيطرة الصارمة على البندقية التي جعلت البندقية ناجحة جدًا، وحقيقة أنهم كانوا يعيشون على أهم ميدان في المدينة يرمز إلى هذه السيطرة".
وتم الانتهاء من المبنى الأول عام 1532 قبل إضافة واجهة مزدوجة ثانية على الجانب الآخر من الساحة في نفس القرن.
وضم المبنى الثاني لاحقًا مقهى "فلوريان" الشهير الذي استقطب المثقفين في عصر التنوير والكتاب والفنانين المشهورين مثل مارسيل بروست وتشارلز ديكنز واللورد بايرون وغوته.
The 150-yard-long building is being transformed by the British architect Sir David Chipperfield and will open its doors to the public in April for the first time in 500 yearshttps://t.co/iI800ogU3U
— The Times (@thetimes) December 28, 2021