الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"مثيرة للشفقة".. غوتيريش ينتقد الاستجابة العالمية لأزمة المناخ

"مثيرة للشفقة".. غوتيريش ينتقد الاستجابة العالمية لأزمة المناخ

شارك القصة

تقرير عن تفاقم انبعاثات غاز الميثان أكثر الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري (الصورة: تويتر)
تشكل صناعات الوقود الأحفوري والفحم والنفط والغاز أهدافًا رئيسية للأمين العام الذي حضّ الدول على الابتعاد عن "منتج لا يتوافق مع بقاء الإنسان".

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الخميس، أسفه للاستجابة الجماعية العالمية "المثيرة للشفقة" إزاء أزمة المناخ رغم التوقعات المعلنة بحدوث "كارثة"، وانتقد خصوصًا الوقود الأحفوري.

وخلال مؤتمر صحافي، قال غوتيريش: "نسرع نحو كارثة بعيون مفتوحة، مع وجود عدد كبير جدًا من الأشخاص المستعدين للمراهنة بكل شيء على أمنيات متفائلة وتقنيات غير مثبتة وحلول سحرية".

وأضاف أن "السياسات الحالية تقود العالم نحو ارتفاع الحرارة بـ2,8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. وهذا ينذر بكارثة. ومع ذلك، فإن الاستجابة الجماعية مثيرة للشفقة".

ولفت غوتيريش الذي سينظم قمة حول العمل المناخي في نيويورك في 20 سبتمبر/ أيلول القادم، إلى أن البلدان تقصّر كثيرًا في الوفاء بوعودها والتزاماتها المتعلقة بالمناخ.

مشكلة الوقود الأحفوري

 ومضى يقول: "أرى نقصًا في الطموح والثقة والدعم والتعاون، وعددًا كبيرًا من المشكلات في الوضوح والمصداقية".

واعتبر غوتيريش، أن الوقت حان للاستيقاظ وتسريع الوتيرة، معربًا عن اعتقاده أن احترام الهدف المثالي لاتفاقية الحد من ارتفاع الحرارة عند +1,5 درجة مئوية "لا يزال ممكنًا".

لكن من أجل ذلك يجب التحرك "فورًا" بدءًا بـ"القلب الملوَث لأزمة المناخ: الوقود الأحفوري".

وشدّد غوتيريش على أن "المشكلة ليست فقط انبعاثات الوقود الأحفوري، بل الوقود الأحفوري نفسه، نقطة على السطر".

وتشكل صناعات الوقود الأحفوري والفحم والنفط والغاز أهدافًا رئيسية للأمين العام الذي حضّ الدول على الابتعاد عن "منتج لا يتوافق مع بقاء الإنسان".

"إنشاء اقتصاد المستقبل"

وسلط أنطونيو غوتيريش الضوء على أرباح شركات النفط والغاز القياسية، معتبرًا أن "استبدال المستقبل بثلاثين قطعة من الفضة أمر غير أخلاقي"، في إشارة إلى ثمن خيانة يهوذا للمسيح كما ورد في الإنجيل.

وردًا على سؤال حول حقيقة أن سلطان الجابر، رئيس الدورة 28 لمؤتمر الأطراف بشأن المناخ، هو أيضًا رئيس شركة النفط الوطنية الإماراتية "أدنوك"، أشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن "دعوته لا تستهدف أشخاصًا، بل الفكرة نفسها".

وأردف: "بالنسبة الي، فإن الأمر الأساسي في مؤتمرات الأطراف هو ضمان أن يدرك الأكثر ارتباطًا بالقطاعات التي استفادت من اقتصاد الماضي أهمية أن يضطلعوا بدور قيادي في إنشاء اقتصاد المستقبل".

كما ندد الأمين العام بـ"انتهاك حقوق الإنسان لنشطاء المناخ"، وقد تحدث صباح الخميس مع عشرات من ممثلي المجتمع المدني بشأن هذه القضية.

وقال: "في جميع المجتمعات، بدون استثناء، يجب سماع أصوات المجتمع المدني. ويجب أن يشاركوا على طاولة المفاوضات في صوغ السياسات، وعلى الأرض للمساعدة في إحداث التغيير".

الاحترار العالمي زاد بمعدل قياسي

وأدى ازدياد انبعاثات الغازات الدفيئة إلى مستويات قياسية وتراجع تلوث الهواء إلى تسارع غير مسبوق للاحترار العالمي، وفق ما حذر 50 عالمًا بارزًا الشهر الجاري في دراسة جديدة واسعة متعلقة بالمناخ.

وأفادوا في دراسة تمّت مراجعتها من خبراء في المجال وموجّهة إلى صانعي السياسات أنه من العام 2013 حتى 2022، "ازداد الاحترار الناجم عن أنشطة بشرية بمعدل غير مسبوق بلغ أكثر من 0,2 درجة مئوية خلال عقد".

وبلغ متوسط الانبعاثات السنوية خلال الفترة نفسها أعلى مستوياته على الإطلاق مع 54 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، أو ما يعادله من الغازات الأخرى - حوالي 1700 طن كل ثانية.

وسيجد قادة العالم أنفسهم أمام البيانات الجديدة خلال قمة "كوب28" للمناخ المقررة في وقت لاحق هذا العام في إمارة دبي، حيث سيتم عرض "تقييم عالمي" في محادثات الأمم المتحدة من أجل تحديد التقدم الذي تحقق باتجاه الوصول إلى أهداف اتفاقية باريس المبرمة عام 2015 بشأن درجات الحرارة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close