الثلاثاء 10 Sep / September 2024

"الصفر الصافي" من الانبعاثات.. تعهّدات بالالتزام مع غياب الخطط الفعالة

"الصفر الصافي" من الانبعاثات.. تعهّدات بالالتزام مع غياب الخطط الفعالة

شارك القصة

تقرير عن تفاقم انبعاثات غاز الميثان أكثر الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري (الصورة: اسوشييتد برس)
اتُهمت شركات الوقود الأحفوري على وجه الخصوص، باستبعاد بعض الانبعاثات التي تسبّبها أعمالها، لا سيما حرق النفط والغاز، من حساباتها.

أكد تقرير لمرصد "Net Zero Stocktake"، الذي جمعه خبراء من أربع منظمات بحثية مستقلة، أنّ عددًا متزايدًا من الشركات يتعهّدون بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى "الصفر الصافي" كجزء من الجهود العالمية للتصدي لتغيّر المناخ، لكن نادرًا ما يتم دعم هذا الهدف بخطة موثوقة.

وتكمن الفكرة وراء "الصفر الصافي" في التوقّف عن إضافة غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي، إما عن طريق منع الانبعاثات في المقام الأول أو إزالة كمية معادلة من خلال الوسائل الطبيعية أو التكنولوجية.

ويقول العلماء إنّ العالم يحتاج إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) مقارنة بأوقات ما قبل العصر الصناعي.

وذكر التقرير أنّ هدف الصفر الصافي اكتسب زخمًا في السنوات الأخيرة. وفي حين أن 149 دولة لديها مثل هذه الأهداف، ارتفاعًا من 124 في أواخر عام 2020، ارتفع عدد الشركات المدرجة في البورصة والتي تهدف إلى الصفر الصافي من 417 إلى 929 شركة.

وقال تاكيشي كوراموتشي، أحد مؤلفي التقرير، إنّ "مدنًا تتحدث عن الصفر الصافي، وكذلك الأمر بالنسبة للشركات. وستجد منتجات محايدة كربونية في المحال التجارية الكبيرة. ولكن بعد ذلك، لا تعرف ما الذي تعنيه بالضبط وما إذا كانوا يساهمون حقًا في هذا التحول إلى انبعاثات صفرية صافية عالمية".

وعلى عكس الأهداف الوطنية، لم يتم تحديد معايير صافي الجهود على المستوى المحلي أو مستوى الشركة بوضوح.

وقرّر مؤلفو التقرير تطبيق قائمة مرجعية أساسية لمطالبات الشركات، بناءً على حملة للأمم المتحدة تسمى "السباق نحو الصفر" (Race to Zero). ويتضمّن ذلك تحديد أهداف مؤقتة وتغطية جميع الانبعاثات التي تتحمّلها الشركة، بما في ذلك تلك الناجمة عن استخدام منتجاتها.

وقال كوراموتشي، الباحث البارز في سياسة المناخ في معهد نيو كلايمت ومقره ألمانيا، إنّ أقلّ من 5% من الشركات التي تمّ فحصها اجتازت الاختبار.

وأدت الادعاءات المشكوك فيها حول جهودهم البيئية إلى سقوط عدد من الشركات، حيث اتُهمت شركات الوقود الأحفوري على وجه الخصوص، باستبعاد بعض الانبعاثات التي تسبّبها أعمالها لا سيما حرق النفط والغاز، من حساباتها.

والأسبوع الماضي، أدانت هيئة معايير الإعلان البريطانية شركة النفط والغاز الإسبانية "ريبسول"، بسبب إعلانها عن خططها الصفرية الصافية التي "من المحتمل أن تضلل" المستهلكين.

كما تمّ تأييد شكوى ضد شركة "شل" العملاقة للطاقة، حيث قالت الهيئة إنّ الإعلانات فشلت في توضيح مقدار ما ينتج عن أعمال الشركة من انبعاثات عالية.

وقال كوراموتشي: "إنّ الأدلة على الادعاءات المضللة أو الصريحة المتعلقة بالمناخ الأخضر التي قدّمتها الأبحاث المستقلة ستزداد في المستقبل"، متوقّعًا "المزيد من قضايا التقاضي في السنوات المقبلة".

ونصح الشركات بالتركيز على تحقيق أكبر تخفيضات للانبعاثات في أسرع وقت ممكن، بدلًا من استخدام المحاسبة الإبداعية لتحقيق أهداف الصفر الصافي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، اسوشييتد برس
تغطية خاصة
Close