تستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام، مدعومة بطائرات خاصة تم استئجارها من أوروبا.
وتواصل فرق الإطفاء العمل على إخماد عشرات الحرائق في شمال شرق البلاد وصولًا إلى الحدود مع تونس.
ويشارك 800 رجل و115 شاحنة في إخماد الحرائق بمساندة مروحيتين من المجموعة الجوية التابعة للحماية المدنية ومروحيات تابعة للجيش.
وستعزز فرق الإطفاء بطائرتي إطفاء بعدما توصلت الجزائر إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي يقضي باستئجار طائرتين كانتا قيد العمل في اليونان، بحسب بيان للحكومة.
حراك سياسي على أعلى مستوى
وكان رئيس أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة قد زار، أمس الأربعاء، وحدات الجيش في تيزي وزو وبجاية لتقديم العزاء للعساكر الذين فقدوا رفاقهم.
وانتقل رئيس الوزراء أيمن عبد الرحمن، اليوم الخميس، في أول يوم حداد أعلنه الرئيس عبد المجيد تبون، إلى تيزي وزو مع وزراء الصحة والداخلية والفلاحة.
وأكد بن عبد الرحمن أن إحصاء الخسائر سيبدأ فورًا من دون انتظار إخماد كل الحرائق، واعدًا بتخصيص ميزانية خاصة لتعويض الضحايا، كما نقل عنه التلفزيون الحكومي.
وكشف رئيس الوزراء أن لدى السلطات الأمنية والقضائية "أدلة علمية بأن الحرائق إجرامية".
وكان النائب العام في تيزي وزو عبد القادر عمروش، قد اعتبر أن الدليل على أن الحرائق فعل إجرامي هو اشتعال النيران يوم 9 أغسطس /آب في آن واحد، وفي نقاط مختلفة.
وأوضح أن العقوبات تصل في حق من أضرم النيران وتسبب في وفاة أشخاص أو احتراق مساكن إلى الإعدام.
"إخوتي ماتوا".. استغاثة جندي جزائري، تلخص مأساة الحرائق التي تضرب البلاد #الجزائر_تحترق pic.twitter.com/br1xz8vLil
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 11, 2021
وكان عدد من السكان في منطقة طالها الحريق قد أوقفوا شخصًا اتهموه بأنه وراء إشعال الحرائق، ثم اعتدوا عليه وأحرقوه حتى مات.
حصيلة ضحايا وجرحى
وبلغ عدد قتلى حرائق الغابات 69 بينهم 28 عسكريا كانوا يساعدون في إطفاء النيران، بحسب الحصيلة الأخرى للسلطات.
وقضى 37 مدنيًا في تيزي وزو وأربعة في بجاية المجاورة. وأظهرت صور فيديو التقطها مصور وكالة فرنس برس في تيزي وزو مساحات شاسعة من الغابات أتلفتها النيران، وتمكن أفراد الحماية المدنية وقوات الجيش ومتطوعون من إخمادها.
وبدأ سكان القرى الواقعة في المناطق العودة إلى بيوتهم التي كانوا قد فروا منها، مؤكدين أن خسائرهم كبيرة.
ورغم جهود الإطفاء فقد اندلعت أكبر الحرائق في تيزي وزو وبجاية ثم ولايات جيجل وسكيكدة وعنابة والطارف، وكلها مناطق ساحلية متجاورة مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وتضم الجزائر، وهي أكبر دولة إفريقية، 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76%.
وتشهد البلاد حرائق في الغابات سنويا، وقد أتت النيران عام 2020 على نحو 44 ألف هكتار.