أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد إلى 104 شهداء ونحو 760 جريحًا.
وأوضح القدرة في بيان أن "عشرات الإصابات ما بين خطيرة إلى حرجة"، جراء المجزرة الإسرائيلية الجديدة.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أفاد باستهداف إسرائيلي تجمعًا لفلسطينيين ينتظرون مساعدات إنسانية جنوب مدينة غزة.
وحمّل المكتب الإعلامي الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل والمنظمات الدولية، مسؤولية قتل المدنيين في ظل تجويعهم على يد الاحتلال.
فقد قصف الجيش الإسرائيلي وأطلق النار اليوم على مئات الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون توزيع المساعدات، قرب دوار النابلسي جنوب مدينة غزة.
كذلك، عمدت قوات الاحتلال إطلاق النار على الطواقم الطبية والمواطنين الذين حاولوا إسعاف والمصابين وانتشال الشهداء.
وقال الدفاع المدني في غزة لـ"العربي": إنّ الاحتلال استهدف بقصف مدفعي مواطنين في شارع الرشيد كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات.
مجزرة بحق الجائعين
في التفاصيل، جاء في بيان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مُروعة قتل خلالها صباح اليوم أكثر من 70 شهيدًا، وأصاب أكثر من 250 جريحًا لمواطنين كانوا يبحثون عن لقمة العيش جنوب غرب مدينة غزة".
وأكّد أن الشهداء والمصابين كانوا قد ذهبوا مع مواطنين فلسطينيين آخرين للحصول على مساعدات غذائية وإنسانية "بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يومًا وبعد حصارٍ وإطباقٍ من جيش الاحتلال "الإسرائيلي".
كما شدّد المكتب الإعلامي على أن الاحتلال كانت لديه "النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، حيث قام بعملية إعدام هؤلاء بشكل مقصود ومع سبق الإصرار والترصّد في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي قطاع غزة".
وتابع: "كما أن جيش الاحتلال كان يعلم أن هؤلاء الضحايا كانوا قد وصلوا إلى هذه المنطقة للحصول على الغذاء وعلى المساعدات إلا أنه قتلهم بدم بارد".
المسؤولون عن القتل الجماعي
وعليه، حمل الإعلام الحكومي "الإدارة الأميركية مع رئيسها جو بايدن، والمجتمع الدولي، وإسرائيل، والمنظمات الدولية التي تنصلت من مسؤولياتها، المسؤولية الكاملة عن عمليات القتل الجماعي والمجزرة البشعة وحرب الإبادة وحرب التجويع التي نفذها وينفذها جيش الاحتلال حتى الآن".
وناشد "دول العالم، وكل الدول العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بالتدخل الفوري والعاجل من أجل الضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
"مجرم وقاتل أطفال"
وتزامنت المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال مع تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الـ 30 ألفًا.
ومن مكان المجزرة في شارع الرشيد شمالي قطاع غزة، نقل "العربي" صوت الفلسطينيين وشهاداتهم الصادمة حول ما حل بالمدنيين الذين كانوا بانتظار المساعدات.
فقد تحدث أحد المواطنين الغاضبين مما حصل قائلًا: "هذا نتنياهو مجرم وقاتل أطفال.. يكفي يا عالم اصحوا يا عرب أنتم مسلمون.. يقتلوننا عشان لقمة العيش.. يكفي ظلم".
بينما روى آخر أنه كان يمكث وآخرين في شارع الرشيد منذ ظهر يوم أمس بانتظار المساعدات، مشيرًا إلى أنه عند الساعة الرابعة والنصف فجرًا "دخلت المساعدات وسرعان ما تبعها إطلاق نار مباشر على المدنيين.. بمجرد وصول الشاحنات".
ويردف لـ"العربي": "كان ذلك فخًا ووقعنا فيه.. إذا أراد إطلاق النار علينا لماذا يجعلنا ننتظر المساعدات؟"، ومناشدًا الدول العربية وقف المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين الأبرياء.