أدانت فصائل فلسطينية ودول عربية اليوم السبت، المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق النازحين في مدرسة التابعين بحي الدرج وسط مدينة غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 90 شهيدًا وعشرات المصابين.
بدورها، حمّلت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية مسؤولية القصف الإسرائيلي على مدرسة "التابعين"، ودعت واشنطن إلى "إجبار إسرائيل على وقف مجازرها" في غزة.
وأصدرت حركة "حماس" بيانًا قالت فيه: إنّ "مجزرة مدرسة التابعين جريمة مروّعة تشكّل تصعيدًا خطيرًا في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي تُرتَكَب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد".
وأضافت أن هذه "المجزرة البشعة تأكيد واضح من الحكومة الصهيونية، على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في مراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم".
وتابعت "حماس" أن "جيش العدو يختلق الذرائع لاستهداف المدنيين، والمدارس والمستشفيات وخيام النازحين، وكلها ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة لتبرير جرائمه".
وأكدت أن "تصاعد الإجرام الصهيوني، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل في كل مناطق قطاع غزة، لم يكن ليتواصَل لولا الدعم الأميركي بشكل مباشر لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وهو ما يجعلها شريكة بشكل كامل فيها".
مجزرة التابعين "جريمة حرب"
بدورها، قالت حركة "الجهاد الإسلامي": إن "استهداف جيش العدو الإسرائيلي لجموع المصلين في مصلى مدرسة التابعين هي جريمة حرب مكتملة الأركان".
واعتبرت أن "اختيار توقيت موعد صلاة الفجر لتنفيذ هذه المجزرة المروعة والرهيبة يؤكد أن العدو كانت لديه النية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء في صفوف المدنيين بمن فيهم الأطفال وكبار السن".
وأوضحت أن "الذرائع التي يقدمها جيش العدو لتدمير المدارس هي ذاتها التي استخدمها لتدمير المستشفيات من قبل والتي ثبت كذبها".
من جانبها، قالت حركة "فتح": "إن المجزرة الدموية الشنعاء التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة التابعين تمثّل ذروة الإرهاب والإجرام لدى حكومة الاحتلال الفاشيّة".
وأضافت في بيان، أن "حكومة الاحتلال بارتكابها لهذه المجازر تؤكد بما لا يدع مجالًا للشّك مساعيها لإبادة شعبنا عبر سياسة القتل التراكميّ، والمجازر الجماعيّة التي ترتعد لهولها الضمائر الحيّة".
من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إنه "ما كان لحكومة اليمين الفاشي في دولة الاحتلال الصهيوني أن ترتكب المجزرة في مدرسة التابعين وتواصل جرائم الإبادة الجماعية لولا الغطاء والإسناد السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأميركية والصمت العربي والدولي".
أما حركة الأحرار الفلسطينية، فقد أدانت القصف الذي وصفته بـ"المذبحة المروعة" وقالت: "هذه جريمة مكتملة الأركان نفذت بصواريخ أميركية"، وحملت الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عنها.
بينما قالت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: إن "أشلاء ودماء الأطفال وكبار السن والنساء في مجزرة مدرسة التابعين تفند أكاذيب جيش الاحتلال".
الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن المسؤولية
بدوره، حمّل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الإدارة الأميركية مسؤولية القصف الإسرائيلي لمدرسة التابعين ووصف المجزرة بأنها "جريمة جديدة تتحمل الإدارة الأميركية مسؤوليتها جراء دعمها المالي والعسكري والسياسي للاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف أبو ردينة: "هذه الجريمة تأتي استمرارًا للمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية، والتي تؤكّد مساعي دولة الاحتلال لإبادة شعبنا عبر سياسة المجازر الجماعيّة وعمليات القتل اليومية، في ظل صمت دولي مريب".
وتابع المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أنه "في الوقت الذي تعلن فيه الإدارة الأميركية الإفراج عن 3.5 مليارات دولار لصالح إسرائيل لإنفاقها على أسلحة وعتاد عسكري، تقوم فورًا بارتكاب جريمة نكراء ومجزرة بحق أهلنا في غزة".
وزاد أنه "على الإدارة الأميركية إجبار دولة الاحتلال فورًا على وقف عدوانها ومجازرها ضد شعبنا الأعزل، واحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف دعمها الأعمى الذي يقتل بسببه الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ العزل".
مواقف عربية منددة بمجزرة مدرسة التابعين
وفي المواقف العربية، ندد الأردن بالمجزرة، متهمًا إسرائيل بالسعي "لعرقلة وإفشال" مباحثات الهدنة المزمع عقدها الأسبوع المقبل.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: إن هذا القصف يعد "خرقًا فاضحًا لقواعد القانون الدولي، وإمعانًا في الاستهداف الممنهج للمدنيين ومراكز إيواء النازحين".
من جهتها، قالت مصر إن القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل للإرادة السياسية لإنهاء الحرب على غزة.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن "استهداف المدنيين العزل... وتعمد إسقاط تلك الأعداد الهائلة من المدنيين العُزّل دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى الجانب الإسرائيلي لإنهاء تلك الحرب".
دولة قطر دانت من جانبها بشدة المجزرة، مؤكدة أنها تشكل تعديًا سافرًا على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وقرار مجلس الأمن الدولي 2601.
وطالبت في بيان أصدرته الخارجية القطرية إلى "تحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر للمدارس ومراكز إيواء النازحين". كما دعت المجتمع الدولي لتوفير الحماية التامة للنازحين.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أقر اليوم السبت بقصفه المدرسة التي تضم نازحين في مدينة غزة، حيث قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على "إكس" إن الغارة أتت بتوجيه من الاستخبارات العسكرية، و"الشاباك"، والقيادة الجنوبية للجيش.
وزعم أدرعي أن الطائرة الحربية الإسرائيلية أغارت على "مخربين عملوا بمقر قيادة عسكري وضع داخل مدرسة التابعين بمدينة غزة".
كما ادعى أدرعي أن أفرادًا من "حماس" استخدموا مقر القيادة في المدرسة "للاختباء والترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات الجيش الإسرائيلي"، على حدّ تعبيره.