الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"مجموعة فاغنر" الروسية.. جنود ظل في خدمة بوتين

"مجموعة فاغنر" الروسية.. جنود ظل في خدمة بوتين

شارك القصة

يقاتل عناصر "فاغنر" إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا
يقاتل عناصر "فاغنر" إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا. (غيتي)
تقوم المجموعة بدورين: "تزويد الكرملين بفرصة للإنكار عند نشر مقاتلين في مناطق حرب" وتوفير "آلة جاهزة لتعزيز نفوذها لدى الدول التي تستقبلها".

قدّمت ثلاث منظّمات غير حكومية شكوى، الإثنين، في روسيا ضد ما تعتبره "جرائم حرب" ارتكبها أفراد من مجموعة "فاغنر"، وهي "منظمة غير رسمية خاضعة للسيطرة الفعلية لروسيا"، آملةً في تسليط الضوء على هذه المجموعة التي تقيم علاقات مشبوهة مع الكرملين.

فما هي هذه المجموعة وما علاقتها بالكرملين؟

تمّ الإبلاغ عن وجودهم في أوكرانيا وسوريا وإفريقيا. وبالنسبة للعديد من المنظمات غير الحكومية والصحافيين، فإن الكرملين يستخدم بدون شك "مجموعة فاغنر" ومرتزقتها في الظل لخدمة مصالحه.

كل الأزمات

رُصد عناصر "فاغنر"، للمرة الأولى في 2014، إلى جانب الانفصاليين المُوالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

في تلك المنطقة حيث تنفي روسيا أي تواجد عسكري لها، ظهر هؤلاء المقاتلون المحترفون المُجهّزون بشكل جيد في صفوف المجموعات المتمرّدة التي تُحارب السلطات الأوكرانية المُوالية للغرب.

وعند التدخّل الروسي في سوريا عام 2015 دعمًا لرئيس النظام السوري بشار الأسد، أُفيد بوجودهم إلى جانب الجيش الروسي، خصوصًا في معارك كبرى مثل استعادة مدينة تدمر الأثرية، لكن موسكو تنفي ذلك في كل مرة.

ثمّ توسّعت دائرة تحرّك مجموعة "فاغنر"، لتشمل ليبيا حيث يعتقد أن رجالها يُقاتلون إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر، وإفريقيا الوسطى حيث ينشطون بين "مدرّبي" الجيش.

وتفيد معلومات أيضًا عن ظهورهم في السودان وموزمبيق وفنزويلا، غير أن الأمر يقتصر على شكوك، بدون ظهور أي أدلة رسمية عليها، وهو الأمر الذي تنفيه السلطات الروسية باستمرار.

قائد عمليات "فاغنر"

قائد عمليات مجموعة "فاغنر" هو ديمتري أوتكين بحسب وكالة "تاس" الرسمية الروسية.  وأُفيد بأنه كان ضابطًا في الاستخبارات العسكرية الروسية، لكن ليس هناك معلومات كثيرة حول هذا الرجل الخمسيني.

في ديسمبر/ كانون الأول 2016، استقبله الكرملين في حفل تكريمي والتُقطت صورة له مع الرئيس فلاديمير بوتين.

أما مُمّول المنظمة، فهو رجل الأعمال يفغيني بريغوجين، المقرّب من بوتين، والذي جنى ثروته من ورش الترميم، قبل أن يُوقّع عقودًا عدة مع الجيش والإدارة الروسيين. وفرضت السلطات الأميركية عقوبات على بريغوجين للاشتباه بضلوعه في التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها دونالد ترمب عام 2016.

وهو ملاحق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) بتهمة "الاحتيال". وقد نفى بريغوجين ذلك على الدوام.

سر معروف

ليس لمجموعة "فاغنر" أي وجود قانوني في روسيا، حيث تُحظّر الشركات العسكرية الخاصة. لكن المجموعة تضمّ آلاف العناصر، ولا سيما قدامى المحاربين من الجيش أو أجهزة الأمن.

يقول مركز "كارنيغي-موسكو" إن مجموعة "فاغنر" هي في نهاية المطاف "السر المعروف في روسيا".

تقوم المجموعة بدورين: "تزويد الكرملين بفرصة للإنكار عند نشر مقاتلين في مناطق حرب"، وتوفير "آلة جاهزة لتعزيز نفوذها لدى الدول التي تستقبلها".

خسائر وضجيج

لكن عمليات مجموعة "فاغنر" لا تتمّ بدون خسائر أو فضائح.

ألقت أزمة بين روسيا وبيلاروسيا الضوء بشكل غير متوقّع على هذه المنظمة في 2020، حين أعلنت مينسك اعتقال 33 مرتزقًا من المجموعة.

وآنذاك، قال هؤلاء العناصر إنهم كانوا يعبرون بيلاروسيا في طريقهم إلى دول أخرى مثل فنزويلا وليبيا وكوبا وتركيا وسوريا. وأحرج هذا الأمر موسكو التي تتفاوض على عودتهم بعيدًا عن الأضواء إلى روسيا.

ويُعتقد أن المجموعة مُنيت بخسائر كبرى في فبراير/شباط 2018 في سوريا، خلال الضربات الأميركية على مُقاتلين موالين للنظام كانوا يُحاولون السيطرة على حقول نفط.

وفي السنة نفسها في إفريقيا الوسطى، قُتل ثلاثة صحافيين روس كانوا يُحقّقون حول أنشطة المجموعة. وأعلنت موسكو، آنذاك، أنهم وقعوا ضحية عصابات، فيما قالت المعارضة الروسية إنهم ضحية كمين نصبه محترفون.

تابع القراءة
المصادر:
ا ف ب
Close