مع اقتراب عيد الأضحى، لم تعد شريحة واسعة من التونسيين قادرة على شراء الأضاحي التي تشكل جزءًا من عادات العيد السنوية، بسبب ارتفاع أسعارها بشكل جنوني.
ففيما تحرم الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار التونسيين من الاحتفال بتقاليد عيد الأضحى التي اعتادوها كل عام، يشتكي العديد من بائعي الأغنام من غلاء أسعار الماشية، وتراجع القدرة الشرائية للمستهلكين مع اقتراب تجهيزات العيد.
وتشكل القطعان الصغيرة للأغنام مشهدًا مألوفًا في المدن والبلدات التونسية في الفترة التي تسبق عيد الأضحى، إذ يجلبها المزارعون من الريف لبيعها، وهي تتغذى على جوانب الطرق السريعة، وفي الأراضي الخالية.
لكن "الثغاء" -الذي يتردد صداه عبر أحياء المدينة حيث تقوم العائلات بتسمين الأغنام على أسطح المنازل، أو في الحدائق- قد يكون أقل هذا العام مع ارتفاع الأسعار بنحو 25%، في وقت يعاني فيه كثير من التونسيين بالفعل.
"الراتب لا يكفي"
ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد التونسيين قوله: "الوضع الاقتصادي سيئ للغاية؛ تضاعف سعر كل شيء، وراتبي لا يكفيني لنهاية الشهر". ويفكر هذا المواطن في أخذ قرض صغير من أحد البنوك لشراء الأضحية.
وعندما قارن بين سعر الخروف الذي يبلغ حاليًا 900 دينار (290 دولارًا) وبين 750 دينارًا دفعها مقابل واحد من الحجم نفسه العام الماضي شعر بالقلق من تأثير ذلك على دخله الشهري، وقال "راتبي 950 دينارًا فقط في الشهر، فماذا سيتبقى منه؟".
الأضاحي تثقل كاهل التونسيين في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة#شبابيك #تونس تقرير: نور الصفدي pic.twitter.com/Etp3RrfOSV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 26, 2023
وفي أحد الأسواق، تفقد متحدث آخر الأغنام مع ابنته الصغيرة التي كان يحملها على كتفه وقرر عدم الشراء هذا العام، وقال: "لا نستطيع تحمل هذه الأسعار".
ورغم الصعوبات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، إلا أن العيد لا يزال يجد طريقًا له عند التونسيين.