الجمعة 13 Sep / September 2024

محكمة أونتاريو تأمر برفع الحصار عن الطرقات إلى الولايات المتحدة

محكمة أونتاريو تأمر برفع الحصار عن الطرقات إلى الولايات المتحدة

شارك القصة

"أنا العربي" يعرض للاحتجاجات وقطع الطرقات التي تشهدها كندا احتجاجًا على إجراءات كورونا (الصورة: غيتي)
أكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أن كل الخيارات واردة لإنهاء تحرّك المحتجّين، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه غير مستعد لنشر الجيش فورًا معتبًرا أنه "الحل الأخير".

أمرت محكمة أونتاريو العليا الجمعة بمغادرة المتظاهرين المعارضين للإجراءات الصحية الذين يشلون شريانًا حيويًا حدوديًا مع الولايات المتحدة منذ أيام عدة، ما دفع واشنطن إلى التدخل لدى الحكومة الكندية.

وغرّد درو ديلكينز رئيس بلدية مدينة ويندسور الواقعة على جسر أمباسادور الذي يربط كندا بالولايات المتحدة والذي أغلقه المحتجون: "قرر القاضي بأن على المتظاهرين المغادرة قبل الساعة 19:00" بالتوقيت المحلي (منتصف الليل ت غ).

إلا أن المتظاهرين كانوا لا يزالون يعطلون الحركة على الجسر حتى الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي من دون تدخل الشرطة، على ما أفادت وكالة فرانس برس.

وكان لإغلاق هذا المحور الحدودي الرئيسي الذي يربط مقاطعة أونتاريو بمدينة ديترويت الأميركية تداعيات على قطاع صناعة السيارات على جانبي الحدود.

من جانبها، ضغطت واشنطن على الحكومة الكندية الخميس طالبة منها استخدام "الصلاحيات الفدرالية" لفض الاحتجاج.

وخلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، تناول الرئيس الأميركي جو بايدن مباشرة "العواقب الخطرة" لتعطيل الاقتصاد الأميركي جراء الاحتجاجات الكندية.

يشار إلى أن أكثر من 25% من السلع المصدرة بين الولايات المتحدة وكندا تمر عبر هذا الجسر.

ترودو يتعهّد بإنهاء احتجاجات كورونا

وبعد ساعات على ذلك، أكد ترودو أن الحدود "لن تبقى مغلقة"، واعدًا بتكثيف تدخل الشرطة ضد المحتجين.

وأكد أن "كل الخيارات واردة" لإنهاء تحرّك المحتجّين، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه غير مستعد لنشر الجيش فورًا، معتبًرا أنه "الحل الأخير".

وصباح الجمعة، أعلن رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو حيث جسر أمباسادور والعاصمة الفدرالية أوتاوا، حالة الطوارئ.

وقال دوغ فورد خلال مؤتمر صحافي: "سنتّخذ كلّ التدابير الضرورية لضمان إعادة فتح الحدود، وأقول لسكّان أوتاوا المحاصرين: سنحرص على أن تكونوا قادرين على استئناف حياة طبيعية في أسرع وقت".

وإضافة إلى جسر أمباسادور، يغلق المحتجّون طريقين رئيسين آخرين، أولّهما في إيميرسون، ويربط مانيتوبا بداكوتا الشمالية، وثانيهما في مقاطعة ألبرتا.

غياب حسّ القيادة

وجاءت هذه الضغوط من الجار الأميركي القويّ لتضاف إلى تلك التي تمارسها على رئيس الوزراء أحزاب المعارضة التي تتّهمه بالتقاعس في معالجة الأزمة.

وفي حين يعزو كثيرون إحجام ترودو عن التحرّك في هذه القضية إلى حسابات سياسية، خصوصًا أنّه مرشّح لانتخابه مجدّدًا في يونيو/ حزيران المقبل، يحاول رئيس الوزراء أن يلقي عن كاهل السلطات الفدرالية مسؤولية حلّ هذه الأزمة.

لكنّ المعارضة لا تشاطره هذا الرأي وتطالبه بسرعة التحرّك لحلّ الأزمة أو على الأقلّ لطرح مقترحات لحلّها.

من جهتها، قالت كانديس بيرغن، الزعيمة المؤقتة لحزب المحافظين: "من غير المقبول ألا يتحرك رئيس وزراء دولة من مجموعة السبع إحدى أقوى دول العالم، وألا يبدي حسًا قياديًا لتسوية الوضع".

لكن في نظر دانيال بيلان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكغيل في مونتريال، "تكمن المشكلة في أنّ ترودو ألقى في البدء الوقود على النار بوضعه جميع المتظاهرين في سلّة واحدة، ثم ظلّ صامتًا طوال خمسة أيام، والآن لا يبدو أنه لا يتحمّل مسؤولياته".

في غضون ذلك، أفادت وكالة "فرانس برس" أنّ "أعداد المتظاهرين في شوارع أوتاوا زاد في الأيام الأخيرة وقد نُصبت خشبة مسرح أمام البرلمان".

والخميس جدّدت شرطة المدينة القول إنّها "غير قادرة" على "إنهاء" هذه التظاهرة من دون تعزيزات. وتتوقع المدينة تدفق المتظاهرين مجددًا السبت.

إلغاء إلزامية إبراز بطاقة التطعيم

وانتقلت عدوى هذه الاحتجاجات إلى مدن كندية رئيسية أخرى مثل مونتريال التي يستعدّ رافضو التدابير الصحيّة لإغلاق شوارعها بسياراتهم وشاحناتهم. كما وصلت شرارة هذه التحركات إلى أماكن أخرى من العالم.

وفي فرنسا، انطلق آلاف من معارضي القيود الصحية في قوافل الجمعة متّجهين إلى باريس التي بلغوا أطرافها مساءً، على الرّغم من أنّ السلطات توعّدتهم بمنع أي إغلاق للطرق.

ويطالب منظّمو هذه التعبئة الذين استهلموا تحركهم هذا من أقرانهم الكنديين، بإلغاء إلزامية إبراز بطاقة التطعيم، وهو إجراء دخل حيّز التنفيذ في فرنسا في 24 يناير/ كانون الثاني.

ويزعم هؤلاء المحتجون أنّهم ينتمون إلى "السترات الصفر"، حركة الاحتجاج الشعبية التي هزّت فرنسا عامي 2018-2019 وبدأت احتجاجًا على ارتفاع أسعار المحروقات قبل أن تصبح انتفاضة ضدّ سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close