تحذّر وكالات الإغاثة من أن استخدام روسيا حق النقض ضد قرار تمديد وصول المساعدات الإنسانية عبر تركيا إلى سوريا سوف ينضب الطعام في إدلب والمناطق المحيطة بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل، مما يعرّض حياة أكثر من مليون شخص للخطر، الكثير منهم نزحوا بسبب الصراع ويعيشون في مخيمات.
هو موت آخر بالنسبة إلى النازحين السوريين، فعلى مدار العامين المنصرمين عانت النازحة عديلة عفيش من نقص المساعدات الغذائية التي تتلقاها أسرتها. وتتساءل عفيش عن مصير عائلتها في حال توقف المساعدات، وتقول في حديث إلى "العربي": "قضينا في حلب حرب وجوع وضرب وموت، فهل سنعيش موت جديد".
خوف من الفيتو الروسي
وتخشى عديلة أن تمنع روسيا تجديد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يسمح بتسليم المساعدات من تركيا إلى السوريين الذين يعيشون في محافظة إدلب. وتعني مثل هذه الخطوة أن عديلة وأطفالها سيضطرون للعيش على أقل القليل.
ولطالما أرادت روسيا إغلاق الطريق من تركيا سعيًا إلى إيصال المساعدات من خلال المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري فقط.
ويحذّر نشطاء من أن سلطات دمشق وداعميها تستغل المساعدات كأداة ضغط على المعارضة.
كارثة إنسانية مضاعفة
ويقول مدير منظمة بنفسج للإغاثة السورية، عبد الرزاق عوض: "نحن في الأصل نواجه كارثة إنسانية لا يمكن القول إننا سنواجه كارثة إنسانية لأننا نواجهها منذ سنوات، لكن هذه المعاناة تزداد يوميًا"، متوقعًا إزدياد الاحتياجات الإنسانية فيما لو توقفت المساعدات عبر الحدود ونُقلت إلى خطوط التماس.
ففي عام 2014، تدفقت المساعدات إلى سوريا من أربعة معابر حدودية. ومنذ ذلك الحين أجبرت روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن المجتمع الدولي على إغلاق ثلاثة من المعابر الأربعة، وبقي معبر باب الهوى مع تركيا مفتوحًا أمام تدفق المساعدات إلى المناطق التي دمرتها سنوات الحرب.
موت محتم
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، مارك كاتس: "المخاطر أكبر بشكل واضح هذا العام في سوريا مع كل ما يحدث في أوكرانيا والتوترات بين روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية".
وأضاف: "الناس سيموتون بالتأكيد إذا لم يتم تمديد قرار مجلس الأمن وإيصال المساعدات".
ومن جهتها، تقول روسيا إنّ تسليم المساعدات يجب أن يتم عبر النظام السوري، فيما تقول المعارضة: "إن الملف الإنساني يجب أن يبقى بعيدًا عن السياسة لا أن يهدد ملايين السوريين بخطر دائم".
الجوع يهدد أكثر من 4 مليون شخص
ويوضح مسلم السيد عيسى، مسؤول التواصل والإعلام في منظمة "سيريا ريليف" أن هذه الكارثة تتجدد سنويًا مع تجديد آلية عبور المساعدات عبر معبر باب الهوى.
ويقول في حديث إلى "العربي" من غازي عنتاب: "إن أكثر من 4 ملايين شخص يقيمون في الشمال السوري، وليس لهم أي حل سوى استمرار عبور المساعدات".
ويلفت عيسى إلى توقعات كارثية بشأن واقع النازحين في حال توقف عبور المساعدات، حيث ستنقلب الصورة في الشمال السوري ومخيماته التي يفوق عددها 1700 مخيم إلى مشاهد جوع حقيقية.
وقد أشار عيسى إلى تجارب سابقة عندما تسلّم النظام السوري هذه الملف بتجويع وحصار مدن بأكملها مثل غوطة دمشق والغوطة الشرقية ومحافظة حمص ومدينة حلب الشرقية.
وأضاف: "ليس لدينا أية حلول سوى البقاء على هذه الآلية لعبور المساعدات عبر معبر باب الهوى الذي يسمى شريان الحياة".
ويؤكّد عيسى أن أكثر من 70% من سكان المناطق الشمالية من سوريا يعانون من انعدام غذائي كامل بحسب الأمم المتحدة.