يواجه قرابة 24 ألف طالب لجوء في بريطانيا شبح الترحيل إلى رواندا، مع استمرار الجدل في البلاد بشأن خطة وزارة الداخلية حيث كشفت تسريبات أن الحكومة لن تسمح بعودة المرحلين إلى البلد الإفريقي مرة أخرى.
وواكب مراسل "العربي" عبد الله ولد سيديا في لندن، هواجس طالب لجوء سوري يدعى صهيب، كان قد اعتقد أنه وصل إلى بر الأمان بعد رحلة سفر طويلة، و10 أشهر من السجال القانوني مع وزارة الداخلية البريطانية، انتهت برفض طلبه للجوء عبر رسالة تنذره بقرب ترحيله إلى رواندا، مع عدم توفر ضمانات بأن رواندا ستكون آمنة له، أو لغيره من طالبي اللجوء الذين تم ترحيلهم.
وقال صهيب في حديث إلى العربي: "يوجد سوابق في رواندا حول حوادث عديدة واجهت المرحلين من بريطانيا، فالبلد الإفريقي قام بترحيل أشخاص إلى بلادهم قسرًا، كما أن مواطنين روانديين يطالبون باللجوء إلى بريطانيا، فلو كانت بلدهم آمنة ما قاموا بهذه الخطوة".
وأضاف: "سُجلت العديد من الانتهاكات بحق اللاجئين في رواندا، ومنها ما هو مخالف لحقوق الإنسان".
#بريطانيا.. 24 ألف طالب لجوء يواجهون شبح الترحيل إلى رواندا#العربي_اليوم تقرير: عبد الله ولد سيديا pic.twitter.com/LgYZTBoA2X
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 6, 2023
المسار القانوني
وكانت محكمة الاستئناف في لندن، قد أقرت بعدم قانونية خطوة الترحيل إلى رواندا، لكن رغم ذلك، يواجه الآلاف من المهاجرين شبح الترحيل وآمالهم معلقة على حكم المحكمة العليا البريطانية التي من المفترض أن تحكم بقانونية قرار محكمة الاستئناف من عدمه، وفي حال تأييد قرار الاستئناف ستنسف خطة حكومة ريشي سوناك.
وفي هذا الإطار، لفت الخبير في القانون الدولي أبو بكر آدم، إلى أنه لا يمكن ترحيل أي لاجىء حاليًا، حتى صدور قرار المحكمة العليا.
وبالرغم من النهج المتشدد لوزيرة الداخلية اليمينية المتطرفة، سويلا برافرمان، "مهندسة خطة الترحيل إلى رواندا"، لم تستطع الحكومة البريطانية خفض أعداد المهاجرين غير النظاميين، العابرين عبر القناة الإنكليزية في المانش، فوصلت أعداد طالبي اللجوء إلى رقم غير مسبوق، ناهز 175 ألف شخص، وزادت الأعباء المالية لإيواء هؤلاء لتصل إلى سبعة ملايين جنيه استرليني يوميًا.
وكانت وزارة الداخلية البريطانية قد أعلنت وصول 5 آلأف مهاجر غير نظامي في الأسبوع الماضي فقط، وارتفع العدد الإجمالي للمهاجرين الوافدين إلى سواحل جنوب إنكلترا حتى الآن منذ بداية العام 2023 إلى أكثر من 21 ألفًا.