روى مدير عام وزارة الصحة في غزة منير البرش لحظات الإجلاء القسري من مستشفى الشفاء الذي حصل صباح اليوم السبت، واصفًا المشهد بالمريع والمخيف.
وقال البرش في حديث إلى "العربي": بدأ الإخلاء جبرًا بقوة السلاح. وأضاف: "كان منسق الشؤون المدنية للاحتلال قد طلب منا إخلاء المستشفى بشكل فوري عند الساعة التاسعة صباحًا. وكان يبعث إلينا كل ساعة لنقابله من أجل إخبارنا بشروط عملية الإخلاء وما هو الممر الآمن الذي سنسير فيه".
مشهد مريع في مستشفى الشفاء
وشرح البرش أن "الجرحى تجمعوا أمام مستشفى الشفاء وانطلقنا عند التاسعة صباحًا وكانت الدبابات الإسرائيلية تحاصرنا من كل الجهات حتى وصلنا إلى نهاية الممر الآمن الذي فرضه الاحتلال للنزوح إلى الجنوب".
ونزح البعض ولا سيما الجرحى إلى الجنوب فيما عاد البعض إلى مناطق الشمال التي يريد الاحتلال تفريغها.
وأضاف: "كان مشهدًا مريعًا ومخيفًا عندما سحبنا المرضى والجرحى. أكثر من 650 جريحًا ومصابًا، كنا نسير في الطريق سيرًا على الأقدام وكنا نجرّ العربات ونسحب المرضى".
وأكّد البرش أن جميع من كان في المستشفى خرج منه، أي نحو 10 آلاف شخص بينهم نازحون وجرحى ومرضى. وبقي داخل المستشفى 126 شخصًا لم يستطيعوا التحرك بسبب وضعهم الصحي.
"ساعة واحدة" لإخلاء الآلاف
وكان جيش الاحتلال قد طلب عبر مكبرات الصوت إخلاء المستشفى في غضون "ساعة واحدة".
كما اتصل الجيش الإسرائيلي بمدير المستشفى محمد أبو سلمية لمطالبته بـ"إخلاء المستشفى من الجميع".
وقد اعتبرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تمارس إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا، داعية في حديث إلى "العربي" إلى تدخل فوري للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
وأشارت الكيلة إلى أن الوزارة حاولت التواصل مع الصليب الأحمر، لكنها لم تتلق أي رد.
ومن جهته، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني لـ"العربي" أن المرضى والنازحين والكوادر الطبية لا يملكون أي ملجأ في حال غادروا المستشفى.
