نفى الجيش السوداني، مساء الجمعة، سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية وسط دارفور غربي البلاد.
وأمس الجمعة، أعلنت "الدعم السريع" سيطرتها الكاملة على ولاية وسط دارفور، حيث قال قائد قطاع وسط دارفور في الدعم السريع علي يعقوب جبريل: "نحن في زالنجي عاصمة وسط دارفور التي سيطرنا عليها، وسنتحرك نحو الخرطوم. بينما قوات الجيش تتواجد في معسكرات النازحين".
إلا أنّ المتحدّث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله قال، في بيان نشره الحساب الرسمي للقوات المسلحة على فيسبوك: "إن فرقة مشاة من الجيش السوداني متواجدة في زالنجي (عاصمة الولاية)، وفي كل مواقعها وجاهزة للتصدّي لأي هجوم والتعامل معه بكل اقتدار".
احتدام المعارك في #السودان، وقوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على ولاية وسط دارفور#العربي_اليوم تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/20589AUKDr
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 5, 2023
بدوره، قال مصدر عسكري لموقع "الترا سودان"، إنّ الجيش ما يزال في مقراته العسكرية بمدينة زالنجي، وإن المدينة لم تسقط في يد قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع تقصف الأحياء السكنية عشوائيًا لإجبار السكان على النزوح، والتقدّم نحو تلك المناطق السكنية للسيطرة على المدينة.
وتدور الاشتباكات في زالنجي مع هدنات متقطّعة بين الحين والآخر، فيما ينتشر الطرفان في محيط المناطق الخاضعة لسيطرة قواتهما، مع فرار عشرات الآلاف من المواطنين إلى خارج المدينة، ولا سيما إلى مدينة "الضعين" بشرق دارفور البعيدة نسبيًا عن القتال.
وأمس الجمعة، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن، إلى حثّ الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرّج فيما "تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى".
مدن سُويت بالأرض
وذكرت المنظمة أنّ سبع بلدات في ولاية غرب دارفور دُمّرت بشكل كامل أو شبه كامل"، آخرها بلدة سيربا حيث أحصت نقابة المحامين 200 قتيل خلال بضعة أيام في نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وفي ولايات دارفور الخمس، أحصت جامعة "يال" الأميركية 27 بلدة تمت تسويتها بالأرض.
"الموت يطرق أبوابنا".. تقرير لمنظمة العفو الدولية يرصد معاناة المدنيين في ظل استمرار الصراع الدائر بـ #السودان تقرير: حنان البلخي pic.twitter.com/xCC4npYicF
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 4, 2023
وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة تيرانا حسن: "يتعيّن على حكومة الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات جادة لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الفظاعات، خصوصًا العقوبات المحددة الهدف ضد المسؤولين".
وسبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات تابعة للجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
من جهته، دعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى عدم تكرار التاريخ نفسه، في إشارة إلى جرائم الحرب التي ارتُكبت في دارفور قبل عشرين عامًا.
والخميس، أدانت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) "الاستهداف العشوائي" للمدنيين والمرافق العامة من جانب قوات الدعم السريع خاصة في محلية سربا غرب دارفور. مشيرة إلى وجود حوادث استهداف مشابهة أيضًا في نيالا جنوب دارفور وزالنجي في وسط الإقليم.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
ويتبادل الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.