تُواصل المنظمات الإنسانية دعواتها إلى التوصّل لحل سياسي طويل الأمد للحؤول دون تكرّر جولة العنف في قطاع غزة، بينما تستمرّ إسرائيل في اعتداءاتها وانتهاكاتها في الضفة الغربية والمسجد الأقصى.
وفي أول زيارة له إلى قطاع غزة منذ أربع سنوات، تفقّد المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني المناطق التي دمّرها العدوان الإسرائيلي على غزة والذي استمرّ 11 يومًا. وقال لوكالة "رويترز" إنه "أمر يفطر القلب حقًا أن أرى وأسمع عمن دفعوا ثمن هذا التصعيد، نساء وأطفال ومدنيون كانوا يعيشون بأمان في منازلهم ووجدوا أنفسهم محاصرين وسط هذا الدمار الذي نراه خلفنا".
وأضاف: "آمل أن تكون هذه آخر مرة آتي فيها لأرى النتائج والتداعيات الإنسانية لدائرة جديدة من العنف والتصعيد"، مشددًا على أن "ما نحتاجه فعلًا هو قيادة سياسية تجد حلًا مستدامًا، أكثر مما شهدناه على مدى العقد الماضي وأكثر".
وتحدث مارديني مع بعض الناجين أثناء وقوفه بجوار حطام منازل عائلة الكولك التي فقدت 22 من أفرادها في العدوان.
لازاريني: الإخلاء القسري في الشيخ جرّاح تجاوز الواقع
بدوره، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فلييب لازاريني؛ أنّ معاناة السكان المهددين بالطرد من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس تتجاوز الواقع.
وقال خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم الأربعاء من أمام أحد المنازل المُهدّدة بالإخلاء القسري لصالح الاستيطان في الحي: "من الصعب جدًا شرح كيف تمضي أسر حي الشيخ جراح حياتها في ظلّ تهديد مستمر، قلب حياتهم رأسًا على عقب في فترة 3 عقود".
وإذ أشار إلى أن قرار الإخلاء قد يتمّ في أي لحظة، دعا لازاريني لوقف الإخلاء القسري للسكان، وعلى إسرائيل بوصفها قوة احتلال واستعمار أن تلتزم بوقف الإخلاء؛ لأنه (الإخلاء) يتعارض بشكل صارخ مع القانون الإنساني الدولي.
شمالي يغادر غزة
واستدعى لازاريني مدير عمليات الأونروا في غزة ماتياس شمالي، ونائبه ديفيد ديبولد إلى القدس للتشاور، بعد أيام من تظاهرات عارمة تُطالب برحيله، على خلفية تصريحات يبرر فيها لجيش الاحتلال قتل المدنيين.
وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للوكالة: إن ماتياس "سيُغادر غزة في إجازة مستحقّة، بينما سيعمل ديبولد عن بُعد من القدس في الفترة المقبلة، على أن توفّر نائبة المفوض ليني ستينسيث القيادة الشاملة لإدارة مكتب غزة الإقليمي كإجراء مؤقت".
موسكو مستعدة لاستضافة اجتماع بين فصائل فلسطينية
سياسيًا، أعربت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، عن استعدادها لاستضافة اجتماع بين فصائل فلسطينية يضمّ حركتي "فتح" و"حماس" في أي وقت.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله: إن "ممثلين عن فصائل فلسطينية مختلفة منها فتح وحماس قد يزورون موسكو لإجراء مشاورات مع بعضهم البعض"، موضحًا أن لدى موسكو "خططًا دائمة لعقد لقاءات فلسطينية-إسرائيلية، وفلسطينية فلسطينية".
شهيد واعتقالات واقتحامات للأقصى
ميدانيًا، يُواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته واعتداءاته في الضفة الغربية والمسجد الأقصى، حيث استُشهد الشاب الفلسطيني فادي وشحة (34 عامًا)، متأثرًا بجراحه بعد إصابته برصاص الاحتلال في الضفة الغربية قبل أسبوعين.
فادي وشحة شهيدا بعد سنوات من المطاردة و8 سنوات من الاعتقال في سجون الاحتلال، رحل دون أن يحني رأسه لهم، أصيب أكثر من مرة برصاص الاحتلال ولم يتراجع، كانت إصابته الأخيرة قبل نحو أسبوعين واستشهد اليوم نتيجتها. استقبلت أمه جثمانه الطاهر بعبارة: "مبروك الشهادة يما.. هذا عرس".#فلسطين pic.twitter.com/c9873iGKjF
— رضوان الأخرس (@rdooan) June 2, 2021
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن إصابة شاب برصاصة مطاطية في الرأس، خلال مواجهات مع الاحتلال في طوباس، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطيني هاني أحمد أبو علي (45 عامًا) من قرية تياسير، بعد أن داهمت منزله وفتشته.
وفي شمال طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، الأسير المُحرّر ربيع محمد نايفة (20 عامًا) من منزله في ضاحية شويكة.
أما في القدس المحتلة، فقد اقتحم 61 مستوطنًا، صباح اليوم الأربعاء، المسجد الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وعمدوا إلى استفزاز المصلّين عبر محاولة أداء طقوس تلمودية.
ومن المتوقّع أن يقوم المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد خلال فترة ما بعد صلاة الظهر.
من اقتحامات المستوطنين للأقصى اليوم. #الأقصى #القدس pic.twitter.com/1llKZy906I
— مَروة مَاجِد (@marwa_waz) June 2, 2021
وفي سياق الردّ على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، دعت حركة "حماس"، الإثنين، الفلسطينيين في الضفة الغربية للخروج في مسيرات "غاضبة"، احتجاجًا على الاقتحامات المتكررة التي ينفذها المستوطنون للمسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلّة.
وطلبت الحركة من الفلسطنيين جعل يوم الجمعة المقبل يوم غضب في مدن الضفة، والخروج بمسيرات حاشدة في جميع نقاط التماس، وقطع الطرق الالتفافية والتصعيد ضد المستوطنين "الذين يعملون على فرض الأمر الواقع برعاية حكومة الاحتلال".
وفي 23 مايو/ أيار الماضي، أعادت الشرطة الإسرائيلية السماح للمستوطنين باقتحام المسجد بعد منع استمرّ 3 أسابيع بسبب المواجهات التي شهدتها المدينة بين الفلسطينيين والشرطة.
وبدأت الشرطة الإسرائيلية السماح للاقتحامات في 2003 رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وفي 13 أبريل/ نيسان الماضي، تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ جراء اعتداءات "وحشية" إسرائيلية بمدينة القدس المحتلة، خاصة في المسجد الأقصى وحي "الشيخ جرّاح"؛ في محاولة لإخلاء 12 منزلًا فلسطينيًا وتسليمها لمستوطنين.
ولاحقًا، امتدّ التصعيد إلى الضفة الغربية المحتلة، وتحوّل إلى عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، انتهى بوقف لإطلاق النار، فجر 21 مايو/ أيار الماضي، بين إسرائيل وفصائل المقاومة في غزة.