تعتزم الجزائر تزويد لبنان بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء، وذلك بعد إعلان مؤسسة كهرباء لبنان نفاد إمداداتها من هذه المادة الحيوية.
وعمّق تأخر إمدادات الوقود من الخارج أزمة الكهرباء في لبنان، حيث اضطرت محطة الزهراني الجنوبية إلى وقف نشاط التوليد فيها ملتحقة بظيرتها الشمالية دير عمار ما تسبّب بانطفاء الإنارة حتى عن المرافق الأساسية.
ولبنان المستنزفة موارده المالية منذ الأزمة الاقتصادية التي ضربته عام 2019، يعاني عجزًا في تمويل وارداته من مشتقات الطاقة لتأمين الكهرباء للمواطنين.
وأمام ذلك، هبّت دول عربية لنجدة لبنان حيث قدم له العراق شحنات وقود لإدامة قطاع التيار الكهربائي، ثم تصدّت الجزائر لهذه المهمة وتعتزم قريبًا تزويد لبنان بكميات من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء.
مشكلات لوجيستية أم تراكم مستحقات؟
وكان العراق قد تعهّد في صيف العام 2021 بتقديم مليون طن من وقود الفيول للتخفيف من أزمة الكهرباء في لبنان.
ثم عدلت هذه الاتفاقية في السنة التالية لتصل إلى مليون ونصف طن، لكن هذه الشحنات تأخرت لأسباب وصفتها بغداد باللوجيستية، بينما عزت بيروت الأمر إلى تراكم المستحقات المالية عليها.
وقبل العدوان الإسرائيلي على غزة وما نتج عنه من تداعيات طالت لبنان، كان هذا الأخير يعلّق آمالًا على الشبكة السورية لكن مؤثرات مالية وفنية وربما أمنية ساهمت في تأخير تنفيذ هذا المشروع، الذي عوّلت عليه دمشق وعمان وبيروت لحل مشكلاتها.
ولبنان الذي كان فيما مضى نقطة إشعاع ثقافي واقتصادي على مستوى منطقته، يعيش مواطنوه اليوم في ظلمات دامسة ولا يجزمون بالمتسبب الأول في ذلك؛ أهي الطبقة السياسية؟ أم الموقع الجغرافي؟ أم كلاهما معًا؟