أعلنت هيئة الرقابة على الحكومة الإسرائيلية، الإثنين، أنها ستفتح تحقيقًا في مقتل 45 شخصًا خلال تدافع أثناء احتفال ديني يهودي الأسبوع الماضي.
وقال المراقب المالي ماتانياهو إنجلمان إن مكتبه، الذي يُراقب عمل الحكومة الإسرائيلية، سيبحث الملابسات المحيطة بالحادث الذي وقع في جبل الجرمق، مضيفًا أنه يعتزم "فتح تحقيق خاص في الملابسات التي أدت لتلك المأساة".
والأحد، شهدت إسرائيل يوم حداد عام بعد واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي، حيث قُتل 45 شخصًا وأُصيب 150 آخرين خلال تدافع أثناء احتفال "لاغ باعومر" الديني اليهودي، ومن بين القتلى ستة أميركيين وكنديان وبريطاني وأرجنتيني.
صلاحية إجراء تحقيق.. دون توجيه اتهامات
ورغم أن مكتب إنجلمان يتمتّع بصلاحية إجراء تحقيق وإعلان ما خلص إليه من نتائج، إلا أنه لا يترتب على ذلك توجيه اتهامات جنائية. الأمر الذي دفع كثيرين في إسرائيل إلى مطالبة الحكومة بتشكيل لجنة أعلى درجة، وذات سلطات أوسع للتحقيق بما حدث.
وأشار إنجلمان إلى أنه سيُحقّق في تصرّفات كل الجماعات والأطراف المعنية قبل الاحتفال وخلاله "من مستوى صنّاع القرارات وحتى من هم في الميدان، بما يشمل جهات إنفاذ القانون".
كما سينظر مكتبه في إجراءات صيانة المجمع عبر السنوات، وما إذا كانت السلطات تعاملت مع أوجه قصور سابقة. أما الهدف الثالث من التحقيق، فسيكون "الخروج باستراتيجية للتعامل مع الاحتفالات الدينية الكبرى في إسرائيل من أجل "منع تكرار مثل هذا النوع من المآسي"، قال إنجلمان.
محققون سيدرسون ما إذا كانت الشرطة "أساءت التصرف"
بدورها، قالت وزارة العدل إن مُحقّقين سيدرسون ما إذا كانت الشرطة قد أساءت التصرّف، بعدما اتهمها شهود عيان بالمسؤولية عن الحادث بعد أن أغلقت الممرات في مكان إقامة الحفل في جبل ميرون.
وكان عشرات الآلاف من اليهود المتطرفين، تقاطروا إلى ضريح الحاخام شمعون بار يوشاي للقيام بشعائرهم التلمودية السنوية التي تشمل الصلاة والرقص طوال الليل، في أضخم حدث تشهده إسرائيل منذ بداية جائحة كوفيد-19.
وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية سمحت بتجمّع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، لكنّ منظّمي الحفل أفادوا بأنّ أكثر من 650 حافلة استؤجرت في جميع أنحاء الأراضي المحتلة لنقل المشاركين إلى المكان، أي ما لا يقلّ عن 30 ألف شخص، في حين أكّدت الصحافة المحليّة أنّ عدد الذين تقاطروا إلى المقام بلغ مئة ألف حاج.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلية منعت عام 2020 تنظيم رحلة الحجّ هذه بسبب تفشّي جائحة كوفيد-19. وعام 2019، قدّر المنظّمون عدد الذين شاركوا في هذه الرحلة بحوالي ربع مليون.