"المحاكمة الأكثر إثارة في تاريخ الولايات المتحدة"، هكذا وصف المدعي العام السابق بين غيرشمان محاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب عندما بدأت مرافعتها الافتتاحية.
وتدخل محاكمة ترمب مرحلة حاسمة اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل، مع بدء المرافعات الختامية التي تسبق مداولات هيئة المحلفين بشأن احتمال إصدار أول إدانة جنائية بحق رئيس أميركي سابق.
ويأتي ذلك قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية، التي قد تتيح للملياردير الجمهوري العودة إلى البيت الأبيض، على حساب الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن الذي هزمه في انتخابات 2020.
ما التهم الموجهة لترمب؟
في التفاصيل، تتعلق القضية المطروحة أمام محكمة في مانهاتن بدفع المال في نهاية الحملة الانتخابية لعام 2016، لشراء صمت نجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز، بهدف التستر على علاقة جنسية جمعتها بترمب، ينفي هذا الأخير حصولها.
فيواجه الرئيس الأميركي السابق 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من خطته للتستر على مدفوعات لنجمة الأفلام الإباحية، وتركز الاهتمام خلال المحاكمة على التفاصيل التي أدلت بها دانييلز بشأن العلاقة المفترضة مع ترمب في 2006.
وستلقى على عاتق المحلّفين المهمة الصعبة لاتخاذ القرار بشأن ما إذا يجدون ترمب مذنبًا بتهمة تزوير 34 مستندًا محاسبيًا لإخفاء أثر مبلغ مالي دفع لدانييلز، واتخاذ قرار أيضًا ما إذا كان قام بذلك للتستر على مسألة أخرى وهي تبرّع انتخابي غير معلن ما يجعل منها جناية.
وبناء على توصيات القاضي للمحلّفين، يمكن أن يتم الطلب منهم النظر فيما إذا كان التستر المفترض جنحة في حال لم يتم تجاوز عتبة الجناية، على رغم أن ذلك يبقى مستبعدًا.
هل يحكم على ترمب بالسجن؟
وفق وكالة الأنباء الفرنسية، فإن الحكم على دونالد ترمب بالسجن في حال إدانته هو احتمال قائم.
فيتوجب على الأعضاء الـ12 في هيئة المحلفين التوصل إلى قرار بالإجماع بشأن ما إذا كان ترمب مذنبًا. واذا فشلوا بذلك، تعتبر المحاكمة لاغية.
وتمّ اختيار المحلّفين بعد عملية مضنية شملت التدقيق فيما يتابعونه عبر الإعلام ومشاعرهم حيال ترمب، وتبين أن أحدهم على الأقل يتابع الرئيس السابق عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشال".
وسبق للقاضي خوان ميرتشان أن اقترب من معاقبة ترمب بالسجن لمخالفته قرار حظر النشر الصادر بحقه لحماية الشهود وهيئة المحلفين وأفراد عائلات بعض المعنيين بمحاكمته.
إلا أن الخبراء يرون أن العقوبات الأكثر ترجيحًا في حال الإدانة، ستكون تغريم الرئيس الأميركي السابق أو وضعه تحت المراقبة أو إلزامه الخدمة المجتمعية.
ما انعكاسات المحاكمة على الانتخابات الرئاسية؟
كل ما يجري من تسارع في الأحداث يأتي بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي قد تلقي بظلالها على مساعي ترمب للعودة إلى البيت الأبيض.
فيرجح أن تؤثر إدانة ترمب سلبًا على نسبة التأييد له في صفوف المحافظين الداعمين للقانون والانتظام العام، كما قد تنعكس على حظوظه لدى الناخبين المتدينين أو المناصرين للقيم العائلية، وخصوصًا أن القضية تتعلق بخيانة الرئيس السابق لزوجته مع نجمة أفلام إباحية.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "ايه بي سي" ومعهد "إيبسوس" في وقت سابق من مايو/ أيار، أن 16% من مؤيدي ترمب سيعيدون النظر في دعمهم له في حال تمت إدانته بارتكاب جناية.
ما الخيارات المطروحة أمام ترمب؟
لكن من المرجح أن يعمد ترمب الى استئناف الحكم الصادر بحقه، ما سيؤدي تاليًا الى إرجاء القضية لما بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وبصرف النظر عن النتيجة، يمكن لترمب خوض السباق الرئاسي وأداء قسم اليمين حتى في حال تمت إدانته أو سجنه.
يذكر أن هذه التهم وعلى الرغم من حساسيتها، تبقى أقل أهمية من لوائح اتهام تلاحق ترمب في 3 دعاوى قضائية أخرى تدور حول هجماته على نتائج الانتخابات الماضية التي خسرها أمام جو بايدن، ورفضه الاعتراف بذلك، بالإضافة إلى احتفاظه بوثائق رسمية سرية ونقلها معه من البيت الأبيض، بعد انتهاء ولايته الرئاسية.