أعلنت السلطات الصحية في بريطانيا السبت أول إصابة بشرية على أرضها بفيروس "جدري القرود" لرجل سافر حديثًا من نيجيريا إلى المملكة المتحدة، حيث يعتقد أنه أصيب بالعدوى هناك.
ويراقب الخبراء في وكالة الأمن الصحي البريطانية حالة المريض، ويعملون عن كثب مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية للاتصال بالأشخاص الذين ربما كانوا على اتصال وثيق بالمريض.
ما هو "جدري القرود"؟
يعتبر "جدري القرود" عدوى فيروسية نادرة جدًا يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق الاتصال الوثيق، ويمكن أن تؤدي إلى مرض شديد، وحتى الموت.
واكتُشف "جدري القرود" لأول مرة عام 1958، عندما سُجلت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحث، ومن هنا اكتسب اسم "جدري القرود".
وعام 1970، سجّلت جمهورية الكونغو الديمقراطية أول حالة بشرية من "جدري القرود".
وخلال السنوات اللاحقة، جرى الإبلاغ عن "جدري القرود" في العديد من بلدان وسط وغرب إفريقيا الأخرى بينها الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وساحل العاج، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، وليبيريا، ونيجيريا، وسيراليون.
كما أُصيب أشخاص خارج إفريقيا، لكن إصابتهم كانت مرتبطة بالسفر أو الحيوانات المستوردة، بما في ذلك حالات في الولايات المتحدة، وإسرائيل وسنغافورة.
كيف ينتقل الفيروس؟ وما هي أعراضه؟
ينتقل الفيروس إلى جسم الإنسان عبر الجهاز التنفسي، أو الأغشية المخاطية مثل العينين، والأنف، والفمّ، أو تشققّات الجلد.
ولا يزال المصدر الطبيعي لانتقال "جدري القرود" غير معروف، ومع ذلك، فإن القوارض الإفريقية والحيوانات الأخرى مثل القرود قد تؤوي الفيروس وتُصيب البشر.
وذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن أعراض المرض تشمل الشعور بالحمى والصداع، وآلام في العضلات، والقشعريرية، وتضخّم الغدد اللمفاوية، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاب، وظهور طفح جلدي على شكل بثور مكسوة بقشرة خارجية على الوجه، قبل أن يتمدد إلى باقي الجسم.
وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها، ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، لكن قد تتسبب أحيانًا في مرض شديد لدى بعض المصابين.
وأظهرت البيانات من البلدان الأفريقية أن معدل الوفاة بــ"جدري القرود" يتراوح بين 1 و10%، وتطال معظم وفياته الفئات الأصغر سنًا.
ونظرًا لغياب أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، يعتبر الخبراء أن التطعيم ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضًا من "جدري القرود".
ويعتبر "جدري القرود" أقلّ انتشارًا بكثير من الانفلونزا أو فيروس كورونا.
وذكرت السلطات الصحية في بريطانيا، لدى الإعلان عن الإصابة، أنه "من المهم التأكيد على أن جدري القردة لا ينتشر بسهولة بين الناس والمخاطر العامة لإصابة عامة الناس منخفضة للغاية".
ومع عدم وجود علاجات مؤكدة وآمنة حاليًا، يحاول الأطباء معالجة المريض بمضادات الفيروسات والغلوبيولين المناعي، كما سيحاولون التأكد من احتواء الفيروس بسرعة وبشكل صحيح.