حذّر الاتحاد الوطني للمزارعين في بريطانيا من حدوث انخفاض كبير في المحاصيل المزروعة في البلاد، بما في ذلك الفلفل والخيار والباذنجان، حيث يصبح إنتاجها مكلفًا للغاية.
وقال الاتحاد الوطني للمزارعين إن منتجي المحاصيل الذين يستخدمون البيوت الزجاجية يتوقعون انخفاضًا يصل إلى 50% في الكمية التي يمكنهم تحملها للنمو، بسبب ارتفاع تكلفة الغاز الذي يستخدمونه للتدفئة، بحسب صحيفة "الغارديان".
وقالت مينيت باترز، رئيسة الاتحاد الوطني للمزارعين، في حديث إذاعي: "يُلمس التأثير أكثر في قطاعات المحاصيل المحمية، وهي الباذنجان والفلفل والخيار".
وأضافت: "إننا نشهد بالفعل انكماشًا هائلًا، وهذه التكاليف تجعل من المستحيل تحقيق النمو. الشيء الوحيد هو إبقاء هذه البيوت الزجاجية فارغة".
وبحسب باترز، يشير المنتجون إلى أن عدد شتائل الخيار الذي سيتم زراعتها سنويًا قد ينخفض من 80 مليونًا إلى 35 مليونًا، بينما يمكن أن ينخفض إنتاج الفلفل إلى النصف من 100 مليون.
ولفتت باترز إلى أن التضخم أدّى إلى ارتفاعات دراماتيكية في قطاعات أخرى، مستشهدة بمثال تكلفة تربية دجاجة بنسبة 50% في السنة بالنسبة للمزارعين.
ولفتت إلى أن الاتحاد الوطني للمزارعين طلب من الحكومة التعامل مع الوضع على أنه "مسألة ملحة"، ومن المحتمل أن تتدخل وتعطي الأولوية لطلب الغاز.
وقالت: "علينا حقًا أن ننظر في متطلبات الغاز للصناعة بأكملها وأن نتطلع إلى التدخل وإلا سنشهد ضعفًا في الإنتاج البريطاني".
وتعد روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، كما توفّر أكثر من 40% من واردات الغاز الطبيعي السنوية للاتحاد الأوروبي.
لا عقوبات على الغاز الروسي
وأكد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في مقطع فيديو نُشر على صفحته على "فيسبوك" اليوم الجمعة، أنّ الاتحاد الأوروبي لن يفرض عقوبات على صادرات الغاز أو النفط الروسية.
وأضاف أوربان في تصريح على هامش قمة يعقدها قادة الاتحاد في فرنسا: "تمت تسوية القضية الأكثر أهمية بالنسبة إلينا بطريقة ملائمة: لن تكون هناك عقوبات على الغاز أو النفط".
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على "تويتر"، أنها ستقترح تبني هدف استقلال الاتحاد الأوروبي عن الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.
وتقضي خطة المفوضية الأوروبية بتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، وخفض واردات الفحم والنفط من هذا البلد، عبر تنويع الموردين وتطوير الطاقات البديلة مثل مصادر الطاقة المتجددة أو الهيدروجين.
مخاوف على الأمن الغذائي العالمي
وتتصاعد المخاوف العالمية من تبعات الحرب القائمة في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي في عدد من الدول، والتي تعتمد على استيراد المواد الغذائية الأساسية من الخارج، مما أثر بشكل مباشر على الأسعار، التي تواصل الارتفاع منذ اليوم الأول للحرب.
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، اليوم الجمعة، احتمالية ارتفاع الأسعار العالمية للأغذية والأعلاف، بين 8 و20% نتيجة الهجوم على أوكرانيا؛ مما سيؤدي إلى قفزة في عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في شتى أنحاء العالم.
وبيّنت المنظمة، أنه لم يتضح ما إذا كانت أوكرانيا، ستكون قادرة على جني المحاصيل، إذا طال أمد الصراع إلى جانب حالة من عدم اليقين تحيط أيضًا بصادرات الغذاء الروسية.
وأوضحت الفاو، أن روسيا أكبر مُصدر للقمح في العالم، بينما جاءت أوكرانيا في المرتبة الخامسة، لكنهما بالنهاية توفران معًا 19% من الإمدادات العالمية من الشعير، و14% من إمدادات القمح، و4% من الذرة، وهو ما يشكل أكثر من ثلث صادرات الحبوب العالمية.
واقع الدول الإفريقية
وتماشيًا مع حالة المخاوف من حدوث عجز في إيجاد البدائل للمواد القادمة من روسيا وأوكرانيا، أشار تقرير صادر عن معهد كييل الألماني للاقتصاد العالمي، اليوم الجمعة، إلى أن الدول الإفريقية قد تتعرض لأضرار جسيمة نتيجة استمرار وقف صادرات الحبوب الأوكرانية جراء الحرب.
ونبه المعهد، إلى أنه من الممكن أن تلحق الحرب في أوكرانيا أضرارًا جسمية بإمدادات الحبوب المستخدمة في إنتاج الطعام بالدول الإفريقية، على نحو يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الغذاء إذا توقفت أوكرانيا عن تصدير الحبوب.
وأضاف المعهد أن أوكرانيا تزود دول شمال إفريقيا بشكل خاص بكميات كبيرة من الحبوب، والتي لا يمكن تعويضها من خلال مصادر إمداد أخرى حتى في الأمد الطويل.