الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مستقبل الذكاء الاصطناعي.. هل يفقد الإنسان السيطرة على "وعي الروبوتات"؟

مستقبل الذكاء الاصطناعي.. هل يفقد الإنسان السيطرة على "وعي الروبوتات"؟

شارك القصة

"العربي" يسلط الضوء على تطور الذكاء الاصطناعي ومستقبله في ظل مخاوف من خروجه عن سيطرة الإنسان (الصورة: غيتي)
 يثير وعي الروبوتات مخاوف من المستقبل واحتمال تفوق هذه الآلات على البشر، لا سيما مع تطويرها لتحاكي العقل البشري وبناء ردود فعل.

من خيال علمي إلى علم حقيقي، يتطور الذكاء الاصطناعي بفضل تقنيات تعطيه القدرة على الاستنباط لتحرره من مجرد آلة مبرمجة، ليقوم بوظيفة محددة.

فيتسابق علماء اليوم نحو تطوير الأفضل، حيث تعتمد تقنية التعلم العميق على مستويات عديدة من الخوارزميات المبنية على عمليات حسابية تحاكي الخلايا العصبية في جسم الإنسان، ما يمكّن الذكاء الاصطناعي من استيعاب كمّ هائل من البيانات وتحليلها، واستنتاج أنماطٍ يحوّلها إلى أفكار.

كما أتاح الذكاء الاصطناعي للآلة السمع أو التعرف الصوتي، فالسمع والرؤية بهذا الخصوص لا يقتصران على تسجيل الصورة والصوت وحسب، بل يشمل تحليلهما كعقلٍ بشري وبناء ردّ فعلٍ أو رأي.

وبقدر ما يثير وعي الروبوتات المخاوف من المستقبل واستبدالها بالبشر، بقدر ما يطرح العديد من الوظائف الجديدة المبتكرة التي لم تكن موجودة من قبل.

فوفقًا لتوقعات اقتصادية، سيتم إتاحة ملايين فرص العمل في وظائف جديدة بتقنيات حديثة. أو ربما نصل إلى منظومة تسمح بإجازات طويلة قد يتمناها بعض العاملين اليوم.

قاعدة بيانات تحاكي البشر

ومن اسطنبول، تعرّف رنا الشلبي المختصة بمجال الروبوت والذكاء الاصطناعي ومؤسسة مشروع "روبوت زون" بشكل مفصل بتقنيات الذكاء الاصطناعي، التي يتخوف منها الناس والتي انتشرت بشكل مذهل في الآونة الأخيرة.

فتشرح الشلبي في حديث مع "العربي"، أن الذكاء الاصطناعي هو نموذج لغوي لتطبيقات التخاطب يهدف إلى تطوير نظام حوار آلي، ويشبه إلى حدّ ما طريقة البحث عن معلومات على "غوغل" إنما بميزة التخاطب الصوتي والحوار.

وتقول المختصة بمجال الروبوت: "إنه شيء مذهل، وأكثر ما توصّلت له التكنولوجيا قربًا من العقل البشري.. نفس المعلومات التي قد نجدها على الإنترنت إنما وكأننا نحاور إنسانًا آخر أمامنا، ونقول له أعطني معلومات عن هذا الموضوع، فيعطيني معلومات مفصلة من دون الحاجة للبحث عنها في أكثر من موقع".

"لا داعي للقلق" 

وبدأت المخاوف من وعي الروبوتات تثار بشكل خاص بعدما أوقفت شركة "غوغل" المهندس بليك ليموين عن العمل الذي ادعى أن روبوتًا كان يعمل على تطويره، اسمه "لامدا"، أصبح "واعيًا" ولديه القدرة على "التفكير والشعور"، شبيه بذلك الذي يمتلكه طفل في الثامنة من عمره.

وعليه، توضح الشلبي أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعتمد على قاعدة بيانات هائلة، فعلى سبيل المثال طورّت شركة غوغل روبوتها "لامدا"، عبر إدخال كل ما تملكه من معلومات وبيانات عن الناس إلى نظامها.

وتضيف: "بالطبع سيكون لامدا أفضل من أي طبيب أو عالم، وأفضل من أي موسوعة تعطينا المعلومات".

في الوقت عينه، تطمئن مؤسسة مشروع "روبوت زون" أنه ما من داعٍ للقلق لأن هذه التقنية لا يمكن أن تملك أي وعي أو شعور وهي فقط تمدنا بالمعلومات بطريقة بشرية، لأن الخبراء طوروا هذا النظام ليصبح قادرًا على تقديم المعلومات التي يملكها بأسلوب يحاكي كلام البشر مع بعضهم البعض.

رغم ذلك، تتخوّف شلبي من الشركات التي تعمل على تطوير هذه التقنيات مثل "غوغل"، و"ميتا"، و"أمازون"، التي لديها معلومات ضخمة عن أعدادٍ كبيرة جدًا من البشر.

وتقول المختصة بمجال الروبوت: "هذه الآلات لن تخرج عن السيطرة إلا إذا قامت الشركات المصنّعة بمراقبة هذا المجال، ووضع تشريعات خاصة لإبقاء هذه التكنولوجيا تحت المراقبة".

تاريخ الذكاء الاصطناعي

يذكر أن مصطلح الذكاء الاصطناعي استخدم لأول مرة عام 1956، خلال ما يعرف بالسنوات الذهبية للتمويل الحكومي، بحسب المنظمة العالمية للملكية الفكرية.

وعام 1974، عرفت هذه التكنولوجيا تنبؤات غير واقعية وقدرات محدودة، قبل أن تشهد عام 1980 تطوير أنظمة جديدة تبشر بتفاؤل وتركيز جديد.

لكن في العام 1987، حدث انهيار مفاجئ لصناعة الأجهزة المتخصصة لتعود البيانات عام 1993 وتدفع بعجلة الذكاء الاصطناعي نحو الأمام، وصولًا إلى طفرات وازدهار براءات هذه التكنولوجيا منذ 2012.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close