شهد العام 2022 أحداثًا عديدة أثّرت على مسار التكنولوجيا، من صور تلسكوب "جيمس ويب"، واستحواذ الملياردير إيلون ماسك على شركة "تويتر"، وإفلاس منصة "أف تي أكس".
إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أوضحت أن العام الحالي 2023 سيشهد أكثر الاتجاهات تشويقًا في المجال التكنولوجي، بداية من معرض "CES"، وهو واحد من أكبر المعارض التقنية في العالم، والمعروف سابقًا باسم معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، ويشتهر بالعروض المبهرة للابتكارات من جميع أنحاء العالم.
واعتبرت الصحيفة أن هذا المعرض سيكون الطريقة المثلى لاستنباط الاتجاهات الرئيسية المستقبلية في المجال التكنولوجي.
وعرضت الصحيفة لأبرز هذه الاتجاهات:
عالم الميتافيرس
رغم الشكوك المستمرة والمتاعب التي تواجهها شركة "ميتا" (فيسبوك سابقًا)، وتداعيات ذلك على التقدّم في عالم الميتافيرس، إلا أن الحديث عن زوال هذا العالم سابق لأوانه.
أشار المدير في شركة الاستشارات "أكسونتير" كيفان يالويتز إلى أنه "في استطلاع حديث شمل 9 آلاف شخص، وجدت الشركة أن 55% من المستجيبين قالوا إنهم يريدون أن يصبحوا مستخدمين نشطين للميتافيرس، ومن بينهم 90% أرادوا تحقيق ذلك خلال العام المقبل".
كما تعمل شركات تكنولوجيا أخرى على إنتاج معدات تُستخدم في عالم الميتافيرس، وقد يكون هذا هو العام الذي تصدر فيه شركة "أبل" شاشة يمكن ارتداؤها.
غير أن الصحيفة أوضحت أن هذا لا يعني بالضرورة أننا سندخل عالم الميتافيرس مع نهاية العام، لكن النتائج تشير إلى أن الحديث عن هذا العالم لن يتوقف قريبًا.
المنازل الذكية
بفضل منصّة تحكّم موحّدة باسم "Matter"، كان من المفترض أن يكون عام 2022 عام الأجهزة المنزلية التي تعمل بشكل متّصل على غرار المصابيح الذكية، وأجراس الباب بالفيديو، وأجهزة الترموستات الفاخرة. فبشراء أي من هذه الأجهزة، يّمكن للشخص التحكّم بها باستخدام أي مساعد صوت أو منصّة يريدها.
إلا أنه، تمّ تأخير الإفراج عن منصّة التحكّم لبضعة أشهر. ومنذ إصدار المنصة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت المنتجات التي تعمل بها بالتدفّق إلى السوق، ولكن يبدو أن تحقيق أقصى استفادة منها قد يكون أمرًا صعبًا، وفقًا للصحيفة الأميركية.
ورغم ذلك، أوضحت "واشنطن بوست" أن معرض "CES" سيقدّم أول موجة كبيرة من منتجات "المنزل الذكي" التي يمكن التحكّم فيها من "غوغل هوم" (Google Home) أو تطبيق "آي فون هوم" (iPhone Home)، أو "سمارت ثينغز" (SmartThings) على هاتف "سامسونغ"، أو كل ما سبق.
خدمات البثّ
في عام 2023 ، قد تظهر خدمات البثّ بشكل مختلف.
وقال يالويتز إن شركات الإنتاج مجبرة على "إعادة التفكير" في نماذج أعمالها.
قد يعني ذلك أن تضيف شركات البثّ رسومًا شهرية أقلّ مدعومة بالإعلانات أو أن المزيد من برامجك المفضّلة قد تختفي مع استمرار الشركات الإعلامية في استغلالها للحصول على حقوق المحتوى.
ووفقًا لأبحاث "Accenture"، ما يريده الكثير من الناس هو متجر شامل لجميع وسائل الترفيه الخاصة بهم.
الأمن السيبراني
في عالم يتعرض فيه المستهلكون بشكل متزايد للجرائم الرقمية، سيكون لشركات الأمن السيبراني تأثير أكبر، لكن ليس في وقت قريب جدًا، وفقًا للصحيفة.
فأي شيء متّصل بالإنترنت، من أنظمة القطارات والمركبات الكهربائية وكاميرات الأمن المنزلية وغيرها، سيُصبح هدفًا محتملًا للهجمات الإلكترونية.
كما ستتزايد حالات الهجوم السيبراني خلال العام الجديد، من قبل قراصنة يجمعون معلومات التعريف الشخصية لإنشاء حسابات مزيفة بأسماء حقيقية أو السيطرة على الحسابات الحالية.
ولهذا، ستتباهى الشركات من جميع أنحاء العالم، هذا العالم، بإجراءات السلامة الخاصة بها، لتذكير التقنيين المتحمّسين بأن أكبر تحديات الأمن السيبراني في الصناعة لا تزال تنتظرنا.
الروبوتات
شهد عام 2022، تصنيع روبوتات لكل شيء تقريبًا من تدبير المنزل، والترفيه عن الأطفال، وجزّ العشب في الحديقة، وتوصيل الطعام، وغيرها العديد.
من الأذرع الآلية إلى عالم الذكاء الاصطناعي.. مراحل عديدة مرت بها "الروبوتات" لتصل إلى مشاركة الإنسان في أعماله #قضايا pic.twitter.com/k9CAc22VBj
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 1, 2022
وأوضحت الصحيفة أن ليس كل الروبوتات مخصّصة للخدمة المباشرة، ومن غير المرجّح وجودها كلها للبيع في متاجر البيع، فبعضها مُخصّص للاستخدام الصناعي البحت، في حين صُمّمت أخرى للتفوّق في مهام محددة للغاية.
وبين الشركات التي تطوّر الروبوتات للاستخدام المنزلي، وتلك التي تصنع الروبوتات لتلبية احتياجاتك (بشكل مباشر أو غير مباشر، من المحتمل أن حياة الإنسان في عام 2023، ستتأثر بمزيد من الآلات، حتى لو لم يُدرك أن ذلك يحدث.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
من المتوقّع أن يشهد عام 2023، ظهور المزيد من ابتكارات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم خوارزميات التعلم غير الخاضعة للإشراف، لإنشاء صور رقمية أو فيديو أو صوت أو نص أو رمز جديد.
وأكدت الصحيفة أنه إذا كان ظهور هذه الأدوات خلال العام الماضي 2022 قد أجبرنا على معرفة المدى الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي "الإبداعي"، فسيكون عام 2023 أول عام نتأمل فيه بشكل جماعي المدى الذي ينبغي أن يصل إليه.