مستويات معاناة قياسية بالسودان.. أطباء بلا حدود تدق ناقوس الخطر
أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" اليوم الخميس، أن السودان يشهد "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود"، وذلك بسبب الحرب الدائرة في البلاد بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ أكثر من عام.
وتتصاعد الأزمة الإنسانية في السودان مع تسجيل قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفي ظل تدمير كبير للبنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.
وتتزايد دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
استجابة إنسانية غير كافية
في التفاصيل، فقد نشر حساب منظمة "أطباء بلا حدود" على موقع "إكس"، بيانًا لرئيسها كريستوس كريستو يشير فيه إلى أن السودان يشهد "إحدى أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود"، مؤكدًا أن الاستجابة الإنسانية "غير كافية على الإطلاق".
وفي مقطع مصور مقتضب نشرته المنظمة الإغاثية الدولية، قالت إن "مستويات المعاناة قياسية في أرجاء البلاد ويومًا عن يوم تزداد الحاجات".
وأضافت أن "هناك تعمدًا من قبل الحكومة السودانية في عدم منح تصاريح لفرق ومواد الإغاثة الإنسانية، تمكنهم من الوصول إلى مناطق القتال".
استهداف مستشفى "النو"
في السياق، أفادت "أطباء بلا حدود" بالعاصمة السودانية بتعرض مستشفى "النو" الذي تدعمه المنظمة بأم درمان جنوب الخرطوم للاستهداف، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين.
فقد صدر بيان عن المنظمة الإغاثية يشير إلى أن "قصفًا عنيفًا الأربعاء في محيط المدينة طال مستشفى النو، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، من بينهم متطوع محلي ووقوع 27 جريحًا".
وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
ولا تزال حصيلة قتلى الحرب غير واضحة حتى الآن، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفًا، بحسب حديث للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
الوضع الميداني
أما ميدانيًا، فقد نقل سكان محليون أمس الأربعاء أن قوة من الجيش السوداني أجبرت قوات الدعم السريع على الانسحاب من قرية الهدى في ولاية الجزيرة، والواقعة شرق العاصمة الخرطوم.
وأنهى وصول الجيش 3 أيام من هجوم قوات "الدعم السريع" على القرية، والذي خلّف 14 قتيلًا بين المدنيين فضلًا عن تعرض الهدى لعمليات نهب واسعة وترويع للنساء والأطفال.
من جانبها، اتهمت قوات "الدعم السريع" قوات "العمل الخاص" التابعة للجيش السوداني، بتصفية 50 مدنيًا على أساس عرقي في القرى بولاية الجزيرة.
ووسط كل ذلك، تظهر بيانات الأمم المتحدة تأرجح ما لا يقل عن 5 ملايين شخص على حافة المجاعة، بما في ذلك مناطق بولايات الجزيرة، ودارفور، والخرطوم، وكردفان.