"مسلخ بشري".. شهادة مروعة عن تعذيب الأسرى في سدي تيمان
كشف الأسير الفلسطيني المحرر وليد أنور الخليلي عن تفاصيل مأساوية تعرض لها هو وأسرى فلسطينيون آخرون في معتقل "سدي تيمان" الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه "مسلخ بشري".
وفي تصريح خاص لـ"التلفزيون العربي"، شرح الخليلي تفاصيل التعذيب الذي تعرض له منذ اعتقاله أثناء محاولته إسعاف مواطنين فلسطينيين في منطقة تل الهوا غرب مدينة غزة، وحتى دخوله معتقل سدي تيمان ونقله لسجن النقب.
لباس الطواقم الطبية لم يحميه
وأفاد بأن جيش الاحتلال قتل مصابين فلسطينيين كانوا برفقته أثناء محاولته إسعافهم، مشيرًا إلى استهدافه بإطلاق النار رغم ارتدائه لباس الطواقم الطبية.
وأوضح أنه تعرض للضرب المبرح من قبل أكثر من 20 جنديًا إسرائيليًا عند اعتقاله، ونُقل عبر دبابة "ميركافا" إلى "سدي تيمان"، حيث أخبره الجنود بأن "مصيره الموت" هو وباقي الأسرى في هذا المعتقل.
وأكد الخليلي أن المعتقلين الفلسطينيين في "سدي تيمان" يتعرضون لتعذيب شديد، وينزفون بعد جولات التعذيب دون تقديم العلاج لهم.
كما كشف الأسير عن حالات اغتصاب وانتهاكات خطيرة بحق الأسرى داخل المعتقل، وعدم توفير الماء والغذاء والعلاج لهم، بالإضافة إلى استخدام الأسلاك الكهربائية في التعذيب ووضع رؤوسهم في المياه لفترات طويلة.
مشاهدات من داخل سجن "سدي تيمان" السري
وكان المحامي خالد محاجنة قد روى لـ"التلفزيون العربي" قبل أسبوع عن مشاهداته من داخل معتقل "سدي تيمان" في صحراء النقب.
ومحاجنة هو أول محامٍ يدخل هذا المعتقل منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقال المواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأوضح المحامي في حديث خاص لـ"التلفزيون العربي"، أن معتقل سدي تيمان هو أحد السجون السرية في إسرائيل، والتي تحتجز فيها آلاف المعتقلين من قطاع غزة، واصفًا زيارته للمعتقل بأنها كانت ممزوجة بالحزن والغضب والعجز بسبب كل ما سمعه وشاهده من شهادة الصحافي محمد عرب.
وشرح أن معتقل "سدي تيمان" هو معسكر للجنود والجيش الإسرائيلي يحتجز فيه أكثر من 1000 معتقل فلسطيني من قطاع غزة. وهم محتجزون في أربع براكيات موجودة داخل المعسكر، وداخل كل براكة أكثر من 150 معتقلًا ينامون على الأرض بدون أغطية وبدون أي وسادات للنوم عليها.
آلاف الفلسطينيين يعيشون في ظروف مهينة
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أجرت تحقيقًا من داخل المعتقل. وأفاد مراسل الصحيفة الذي أجرى التحقيق أنه شاهد رجالًا يجلسون في صفوف وهم مكبلو الأيدي ومعصوبو الأعين، بينما يراقبهم الجنود من الجانب الآخر من السياج الشبكي ويمنعهم سجانوهم من الوقوف أو النوم.
وبحسب التقديرات فقد اعتقل الاحتلال أكثر من 4000 فلسطيني في "سدي تيمان"، يعيشون في ظروف مهينة، ويتعرضون للكم والركل والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وأجهزة كشف المعادن اليدوية والصدمات الكهربائية أثناء استجوابهم.