مذكرة اعتقال لنتنياهو وغالانت لجرائمهما في غزة.. تجويع واستهداف مدنيين
يشهر الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع بوجه المدنيين في غزة، في حرب يمارسها منذ عام ونيف. لكن هذا السلاح من ضمن ممارسات أخرى، كلفه اتهامًا بارتكاب جرائم حرب في القطاع.
فبعد التحقيق والتدقيق، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، لوجود أسباب منطقية كما تقول، للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب في غزة.
سياسة الاحتلال في غزة
وهذه الجرائم المنسوبة ضد غالانت ونتنياهو، وبحسب المحكمة الدولية، تشمل جرائم استهداف المدنيين، جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى استخدام سياسة التجويع سلاحًا في العدوان المستمر على القطاع.
وكنتيجة حتمية لهذه السياسة، تفاقمت أزمة الغذاء في القطاع، ومنها المخابز، حيث أغلق 12 مخبزًا من أصل 19 يدعمها الشركاء الإنسانيون في غزة، وفقًا للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك.
وبيّن المسؤول الأممي خلال مؤتمر صحفي، أن السبب وراء توقف معظم المخابز عن العمل، هو منع الاحتلال الإسرائيلي وصول المواد الضرورية إليها، على غرار الوقود والدقيق الذي يعد الأهم في قائمة السلع التموينية.
ومع ندرته في القطاع، ارتفع سعر الدقيق بشكل قياسي، إذ تجاوز سعر شوال الدقيق من وزن 25 كغ، مبلغ 450 شيكل أي ما يعادل 120 دولارًا، وهو مبلغ لا يستطيع معظم السكان تحمله بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.
ويعود ارتفاع سعر الدقيق، بحسب مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، لعدة أسباب أهمها، انتهاج قوات الاحتلال سياسة التجويع كسلاح ضد المدنيين. وأيضًا استهداف قوات الاحتلال "لجان الحماية الشعبية" المكلفة بحماية الشاحنات.
بالإضافة إلى ذلك، تعرضت شاحنات محملة بالدقيق، وتدخل عبر معبر كرم أبو سالم بشكل قليل جدًا، للسرقة من قبل بعض العصابات أو قطاع الطرق.
حرب تجويع متعمد
ويتسق ذلك مع ما نقلته منظمة الغذاء العالمي، التي أكدت أن الاحتلال يقيّد عمل المخابز في غزة ولا يسمح إلا بعمل عدد قليل منها.
كما أن الاحتلال يرفض فتح مخابز جديدة، حيث ذكّرت المنظمة برفض الاحتلال طلبها السابق تشغيل 20 مخبزًا جاهزًا للعمل.
وحرب التجويع القاسية التي يمارسها الاحتلال على سكان غزة، ستؤثر على صحة المرأة الحامل ونمو الأطفال في المستقبل، وفقًا لمركز الميزان الحقوقي.
إذ إن سوء التغذية لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى توقف أو تأخر في النمو الجسدي، بشكل قد لا يكون قابلًا للتصحيح، كما أنه يمكن أن يسبب مشاكل صحية دائمة، مثل فقر الدم المزمن وضعف جهاز المناعة.
كما يزيد خطر الإصابة بالأمراض غير المعدية مثل السكري وأمراض القلب.