مشاركة لاعبة مصرية في أولمبياد باريس تثير الجدل.. ما القصة؟
يرتبط اسم لاعبة الدراجات الهوائية المصرية شهد سعيد اليوم بأحدث أزمة رياضية في بلادها. واشتعلت هذه الأزمة بسبب إعلان مشاركتها في أولمبياد باريس 2024.
لكن هذه المشاركة ستأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من تسببها في إصابة لاعبة أُخرى تدعى جنة عليوة كانت قريبة من الفوز بالمركز الثالث والميدالية البرونزية. وكان ذلك في بطولة الجمهورية للدراجات.
وشهد، وكما أظهرت مقاطع فيديو مصوّرة للواقعة، جرت بدراجتها بجوار جنة ودفعتها، فأصابها بشبه ارتجاج في المخ وكسور في الأضلاع بفعل اصطدامها. في المقابل، وفي نهاية السباق، حققت شهد المركز الثالث وفازت بالميدالية البرونزية.
وردًا على ما حدث، أصدر حينها الاتحاد المصري للدراجات برئاسة وجيه عزام، قرارًا بمعاقبة اللاعبة شهد وإيقافها، ودفعها غرامة بعد الاطلاع على تقرير الحكم العام للبطولة.
أما لاعبة المنتخب الوطني للدراجات سابقًا حبيبة عليوة، الشقيقة الكبرى لجنة، فتقدمت ببلاغ للنائب العام ووزارة الشباب والرياضة تتهم فيه شهد سعيد بمحاولة القتل العمد لشقيقتها.
"مصلحة مصر"
وتعود هذه الأحداث اليوم إلى الواجهة من جديد، وتثير جدلًا واسعًا بعد التصريحات التلفزيونية لرئيس الاتحاد المصري للدراجات، وجيه عزام التي قال فيها: "من يخطئ نوجهه ونقول له أخطأت، الإدانة مسألة نسبية لا يمكن أن نقول إن اللاعبة تعمدت إيذاء زميلتها، ورأينا أنها أخطأت وعاقبناها في حسم منعًا لتكرار هذه الأمور".
وتابع: "قرارنا كان إيقاف شهد عامًا دون التأثير على مشاركتها في الأولمبياد، الآن عندنا موقف وطني لمصر، واجتماعنا اليوم كان لتأكيد مشاركة اللاعبة في الأولمبياد".
وأشعلت هذه التصريحات موجة تفاعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي وسط استنكار قرار اتحاد الدراجات وتساؤلات عن كيفية مشاركة شهد في مسابقة عالمية وهي معاقبة بالإيقاف وغرامة في واقعة اعتدائها على زميلتها.
المحلل الفني، كريم سعيد، علق على المشاركة: "سيذكر التاريخ دائمًا أن أسوأ قرار لاتحاد رياضي في تاريخ مشاركات مصر بالأولمبياد هو قرار اتحاد الدراجات بمشاركة لاعبته شهد سعيد في أولمبياد باريس 2024.. قرار انتصر فيه الغل والغيرة والكراهية على الأخلاق والمبادئ الرياضية".
"تصدير الأخلاق"
من جهته، علّق صانع المحتوى أحمد ضاحي، بلهجة لا تخلو من السخرية: "منذ شهرين كان في سباق دراجات في مصر كان فيه متسابقة اسمها شهد سعيد ومعها متسابقة ثانية اسمها جنه. وقامت شهد سعيد بالذهاب إلى جانب المتسابقة جنة وأوقعتها متسببة في إصابة لها في المخ وفقدان مؤقت للذاكرة وكسور في الضلوع والكتف. بعد ذلك قام الاتحاد المصري بمعاقبتها ولكن عبر اختيارها لتمثيل مصر في أولمبياد باريس".
أما الصحافي وسيم عفيفي فيرى أن ما يحدث فيه إساءة لمصر، وتساءل: "كيف لرئيس الاتحاد المصري للدراجات محمد وجيه عزام يقول إن شهد سعيد سوف تسافر إلى باريس وتمثل مصر في أولمبياد باريس 2024، وذلك لأن مصلحة مصر أهم من أي شيء. مصلحة مصر أن تمثلها واحدة غشاشة ومجرمة؟".
كذلك ترى الصحافية شيرين هلال أن "الرياضة أخلاق، وحين تتصرف شخصية تصرف غير رياضي يصل للأذية البدنية، من المفترض شطب هذا الشخص". وتابعت: "ما هي مصلحة مصر في تصدير هذه الأخلاق؟".
في ضوء موجة الجدل هذه، وما تناولته مختلف وسائل الإعلام، أصدرت وزارة الشباب والرياضة بيانًا الخميس، تخاطب فيه اللجنة الأولمبية لدراسة موقف مشاركة اللاعبة شهد سعيد في أولمبياد باريس وفقًا للمواثيق الدولية والقواعد الأخلاقية، حسب البيان.