نشر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري صورًا ومقطع فيديو زعم أنها توثق عثور قوات لواء المظليين خلال مداهمتها مجمعات القتال التابعة لحزب الله اللبناني، على وسائل قتال من بينها مركبة مزودة بأسلحة تابعة لقوة الرضوان في حزب الله.
وادعى أدرعي أن الجيش الإسرائيلي عثر على منصات إطلاق وقذائف هاون وألغام وعبوات ناسفة ومواد متفجرة وصواريخ مضادة للدروع، وقنابل يدوية وغيرها.
أدلة مفبركة
لكن الصور التي نشرها أدرعي مركّبة بحسب موقع "مسبار" للتحقق من الأخبار الكاذبة. ويظهر في المواد المصوّرة التي نشرها أدرعي أن المركبة التي زعم أدرعي أنها تعود إلى قوة الرضوان، مثبت عليها رشاش بصندوق ذخيرة أنه يحمل عبارة "رصاصات عيار 7.62 ملم" باللغة العبرية، الأمر الذي يشير إلى أنّ المركبة إسرائيلية.
وأثارت هذه الصورة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشار مستخدمون إلى أن المشاهد التي نشرها أدرعي، فبركها الجيش الإسرائيلي، في محاولة لتزييف تقدّمه على حزب الله جنوبي لبنان.
وبحسب "مسبار"، فإن ما يزيد الشكوك حول صحة المشاهد التي نشرها أدرعي مؤخرًا على أنها من جنوبي لبنان، هو أن الجيش الإسرائيلي كان قد عمد سابقًا إلى تزوير أدلة خلال حربه الجارية على قطاع غزة.
ليست المرة الأولى
ففي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، ورافقه فريق من شبكة "فوكس نيوز" الأميركية لتوثيق العملية.
وقد عرضت الشبكة تقريرًا مصورًا، ظهر فيه مراسلها تري ينغست خلال تمشيط الجيش الإسرائيلي للموقع. وأظهر التقرير بندقيتين من طراز "كلاشينكوف" وأشرطة من الذخيرة وبعض أكياس البلاستيك وبعض الأغراض الأخرى، في غرفة فحص الرنين المغناطيسي داخل المستشفى.
وقام الجيش الإسرائيلي بنشر مقطع فيديو للمكان حيث ادعى المقدم جوناثان كونريكوس أنه عثر على "عدد لا يحصى من أسلحة حماس التي وجدها جنود من الجيش الإسرائيلي في غرفة فحص الرنين المغناطيسي في مستشفى الشفاء".
وبدا المكان الذي ظهر فيه كونريكوس مختلفًا عن المكان الذي أظهره تقرير فوكس نيوز، على الرغم من ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه في غرفة الرنين المغناطيسي نفسها، الأمر الذي أشار إلى أنه تم تغيير وضعية الأسلحة وأجريت تعديلات على بعض العناصر داخل الغرفة.
ورغم أن مراسل الشبكة الأميركية أشار حينها إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكشف عن وجود أنفاق تحت مبنى المجمع، لكن الجيش استمر بترديد هذه المزاعم والحديث عن وجود سلسلة من الأنفاق تابعة لحركة حماس في سياق تبرير قصفه لمستشفى الشفاء.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الفائت، بدأت إسرائيل أوسع هجوم صاروخي لها ضد حزب الله في لبنان منذ بدء تبادل القصف بين الجانبين في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ثم أعلن عن بدء عملية برية جنوب لبنان مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
